ومع كل ذلك فلا ادعي إلى تحديدها بحيث يسلم طردا وعكسا.
وإن كان ولا بد فلعل الأولى تعريفه بما يجزي قراءته في المكتوبة بعد الفاتحة للقادر المختار لو لا اشتماله على العزيمة (١) ، والقيد الأخير لدفع النقض بالعزائم.
[أسماء السورة المباركة]
اعلم أن لهذه السورة الشريفة أسماء منيفة :
منها : «الفاتحة» مجردة ومضافة إلى الكتاب ، وفاتحة الشيء اسم لأوله كالخاتمة لآخره.
وهي في الأصل إما مصدر بمعنى الفتح ك «الكاذبة» في الآية (٢) بمعنى الكذب ، والباقية في قوله : (فَهَلْ تَرى لَهُمْ مِنْ باقِيَةٍ) (٣) بمعنى البقاء ، والعافية بمعنى المعافاة ، والعاقبة بمعنى العقب ، نقلت إلى أول ما يفتتح به إطلاقا للمصدر على المفعول ، لأنّه أوّل المفتوح من الشيء (٤).
وإما صفة والتاء للمبالغة كما في رواية وعلّامة سمّيت بها لأنها كالباعثة على
__________________
السياري ، عن البرقي ، عن القاسم بن عروة ، عن أبي العباس عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : «الضحى وألم نشرح سورة واحدة» ، وفي نفس المصدر عن التنزيل ص ٧١ عن الصادق عليهالسلام أنه قال : «ألم تر ولإيلاف سورة واحدة».
ولعل الشيخ البهائي قدسسره لم يظفر بهذه الروايات أو ظفر ولكنه لم يعتمد عليها لأن في سندها القاسم بن عروة ، واختلفوا في جواز الاعتماد على رواياته.
(١) ولكن يبقى إشكال دخول السور الأربعة المذكورة إلا أن نقول بوحدة السورتين.
(٢) سورة الواقعة : ٢.
(٣) سورة الحاقة : ٨.
(٤) قال أبو البقاء الكفوي المتوفى (١٠٩٤) ه بعد نقل الفاتحة بمعنى الفتح : رد بأن (فاعلة) في المصادر قليلة ، ولكن الزمخشري في الكشاف قال : الفاعل والفاعلة في المصادر غير عزيزة كالخارج والقاعد والعافية والكاذبة. ـ الكليات ص ٦٩٤.