[سورة ألم نشرح ، وهي مكية](١)
بسم الله الرّحمن الرّحيم
قوله تعالى : (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (١) وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ (٢) الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ (٣) وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ (٤) فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (٥) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (٦) فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (٧) وَإِلى رَبِّكَ فَارْغَبْ)(٨)
وقوله ـ عزوجل ـ : (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ).
المخاطب في هذه السورة من الله ـ تعالى ـ [رسول الله صلىاللهعليهوسلم](٢) خاطبه إياه ؛ حيث قال : (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ) إلى ما ذكر.
والمخاطبة في سورة الضحى (٣) إنما كانت من غير الله ـ تعالى ـ إياه ، كان جبريل ـ عليهالسلام ـ خاطبه في ذكر منن الله تعالى إياه ، وذكر نعمه ألا ترى أنه قال : (ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ) [الضحى : ٣] ، ولم يقل : ما ودعناك.
[ويجوز أن يكون الخطاب في سورة (وَالضُّحى) من الله على المغايبة ؛ [كما] يقال : إن أمير المؤمنين يقول كذا ، ويريد نفسه](٤).
ثم اختلف في قوله : (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ) :
قال بعضهم : شرح صدره للإسلام ؛ كقوله : (أَفَمَنْ شَرَحَ اللهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ) [الزمر : ٢٢].
أخبر أن من شرح صدره للإسلام فهو (٥) على نور من ربه.
والشرح ، قيل : هو التليين ، والتوسيع ، والفتح ، أي : ألم نوسع لك صدرك ونفتح ونلين للإسلام.
وقد روي في الخبر أنه لما نزل هذا ، قيل : يا رسول الله ، [وهل لذلك من علامة؟](٦) فقال : «بلى ، التجافي عن دار الغرور ، والإنابة إلى دار الخلود ، والاستعداد للموت قبل نزوله» (٧).
__________________
(١) في ب : ذكر أن سورة (أَلَمْ نَشْرَحْ) مكية.
(٢) في ب : رسوله.
(٣) في ب : والضحى.
(٤) سقط في ب.
(٥) في ب : يكون.
(٦) في ب : هل لذلك علامة.
(٧) أخرجه عبد بن حميد ، وابن المنذر عنه كما في الدر المنثور (٦ / ٦١٤).