سورة [النبأ ، وهي مكية](١)
بسم الله الرّحمن الرّحيم
قوله تعالى : (عَمَّ يَتَساءَلُونَ (١) عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (٢) الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (٣) كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ (٤) ثُمَّ كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ (٥) أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهاداً (٦) وَالْجِبالَ أَوْتاداً (٧) وَخَلَقْناكُمْ أَزْواجاً (٨) وَجَعَلْنا نَوْمَكُمْ سُباتاً (٩) وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِباساً (١٠) وَجَعَلْنَا النَّهارَ مَعاشاً (١١) وَبَنَيْنا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِداداً (١٢) وَجَعَلْنا سِراجاً وَهَّاجاً (١٣) وَأَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ ماءً ثَجَّاجاً (١٤) لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَباتاً (١٥) وَجَنَّاتٍ أَلْفافاً)(١٦)
قوله ـ عزوجل ـ : (عَمَّ يَتَساءَلُونَ. عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ) اختلف في التساؤل :
فمنهم من ذكر أن التساؤل كان عن أمر النبي صلىاللهعليهوسلم ، سألوا عن (٢) حاله : أهو نبي أم (٣) ليس بنبي؟ (٤)
ومنهم (٥) من ذكر أن التساؤل كان عن القرآن : أنه من الله تعالى أو ليس من الله تعالى؟
أو يتساءلون فيما بينهم : هل تقدرون على إتيان مثله أم لا؟
وجائز أن يكون التساؤل (٦) عن أمر البعث ، أو عن التوحيد ، كما قال [الله](٧) ـ تعالى ـ خبرا عنهم : (أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلهاً واحِداً) [ص : ٥]؟.
ثم جائز أن يكون هذا السؤال من أهل الكفر ، سأل (٨) بعضهم بعضا ، فاختلفوا فيه ، ولم يحصلوا من اختلافهم على إصابة الحق ؛ ألا ترى إلى قوله ـ تعالى ـ : (كَلَّا سَيَعْلَمُونَ. ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ) ، ولو كان فيهم مصدق ، لكان قد وقع له العلم في ذلك الوقت ؛ فلا يحتاج إلى أن يعلم ويبينه عليه.
فإن كان السؤال عن حال الرسول صلىاللهعليهوسلم ، فوجه اختلافهم أن بعضهم زعم أنه شاعر ، وقال بعضهم : هو ساحر ، وقال بعضهم : مفتر كذاب ، وادعى بعضهم أنه مجنون.
__________________
(١) في ب : عم يتساءلون.
(٢) في ب : من.
(٣) في ب : أو.
(٤) أخرجه عبد بن حميد ، وابن جرير (٣٥٩٩٧) ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه عن الحسن بنحوه كما في الدر المنثور (٦ / ٣٩٥).
(٥) قاله ابن عباس أخرجه ابن مردويه عنه كما في الدر المنثور (٦ / ٤٩٨) وهو قول مجاهد أيضا.
(٦) في ب : السائل.
(٧) سقط في ب.
(٨) في ب : يسأل.