* وفي مادة « مرأ » ذكر قول الإمام السجاد عليهالسلام في دعائه يوم الفطر : « وأنت مليء بالمبادرة » (١) ، فقال : أي قادر عليها مطبق لها.
وقال في رياض السالكين : فلان مليء بكذا ، أي قادر عليه مضطلع به ، وقد ملؤ به ـ بضم العين ـ ملاءة بالفتح والمد ، وهم مليئون به ، وملاء كعلماء. وبادر إليه مبادرة وبدارا : اسرع ومنه قوله تعالى ( وَلا تَأْكُلُوها إِسْرافاً وَبِداراً ) (٢).
* وفي مادة « هيأ » ذكر آثارا من الكتب الشيعية وشرحها ، مثل « التهيئة مما يزيد الله به في عفة النساء » و « هيأ لحيته بين اللحيتين » و « التهيئة وضدها البغي » و « أولاد المدبّر مدبّرون كهيئته » ، حيث إنها مرويه في الفقيه والكافي ، ومذكورة في مجمع البحرين ، فلاحظها وقارن.
هذه بعض الأمثلة من عنايته واحتجاجه بكلام الأئمّة عليهمالسلام ، والنصوص الواردة في مصادر الإمامية ، في الادعية والزيارات ، وغيرها ، وهذه الميزة لا توجد في معجم من معاجم اللغة إطلاقاً.
على أنّه رحمهالله فوق هذا وذاك ، لم يقتصر على ما في كتب غريب الأثر ، بل كان لطول باعه وسعة اطلاعه على كتب الحديث النبوي ، يذكر آثارا لم تذكر في كتب الغريب ، مصرّحا احيانا بالمصدر الآخذ عنه.
* ففي الأثر من مادّة « برأ » صرّح بالأخذ عن معجم الطبراني ، فقال : الطبراني ، عن جرير : « برئت الذمة ممن أقام مع المشركين في ديارهم » ، أي انقطع عنه العهد والأمان. وهذا الأثر موجود في المعجم الكبير للطبراني (٣). ولم يذكر في كتب
__________________
(١) الصحيفة السجادية / الدعاء ٤٦.
(٢) رياض السالكين ٦ : ٢٣٧.
(٣) المعجم الكبير ٢ : ٣٠٣ / ٢٢٦٢.