ابن جرير وابن مردويه عنه أيضا (الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ) قال : هم المنافقون يتركون الصلاة في السرّ ، ويصلون في العلانية. وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وأبو يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه ، والبيهقي في سننه ، عن مصعب بن سعد قال : قلت لأبيّ : أرأيت قول الله : (الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ) أيّنا لا يسهو؟ أيّنا لا يحدّث نفسه؟ قال : إنه ليس ذلك ، إنه إضاعة الوقت. وأخرج أبو يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، والطبراني في الأوسط ، وابن مردويه ، والبيهقي في سننه ، عن سعد بن أبي وقاص قال : سألت النبيّ صلىاللهعليهوسلم عن قوله : (الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ) قال : هم الذين يؤخّرون الصلاة عن وقتها. وقال الحاكم والبيهقي : الموقوف أصح. قال ابن كثير : وهذا يعني الموقوف أصح إسنادا. قال : وقد ضعّف البيهقي رفعه وصحّح وقفه ، وكذلك الحاكم. وأخرج ابن جرير وابن مردويه ـ قال السيوطي : بسند ضعيف ـ عن أبي برزة الأسلمي قال : «لما نزلت هذه الآية (الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ) قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : الله أكبر ، هذه الآية خير لكم من أن يعطى كل رجل منكم جميع الدنيا ، هو الّذي إن صلّى لم يرج خير صلاته ، وإن تركها لم يخف ربّه». وفي إسناده جابر الجعفي ، وهو ضعيف ، وشيخه مبهم لم يسمّ. وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في الآية قال : هم الذين يؤخّرونها عن وقتها. وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وأبو داود والنسائي والبزار وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، والطبراني في الأوسط ، وابن مردويه ، والبيهقي في سننه ، من طرق عن ابن مسعود قال : كنا نعدّ الماعون على عهد رسول الله صلىاللهعليهوسلم عارية الدلو والقدر والفأس والميزان وما تتعاطون بينكم. وأخرج ابن مردويه عنه قال : كان المسلمون يستعيرون من المنافقين القدر والفأس وشبهه فيمنعونهم ، فأنزل الله : (وَيَمْنَعُونَ الْماعُونَ). وأخرج أبو نعيم والديلمي وابن عساكر عن أبي هريرة عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم في الآية قال : ما تعاون الناس بينهم الفأس والقدر والدلو وأشباهه. وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن قرّة بن دعموص النميري : «أنهم وفدوا إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقالوا : يا رسول الله ما تعهد إلينا؟ قال : لا تمنعوا الماعون ، قالوا : وما الماعون؟ قال : في الحجر والحديدة وفي الماء ، قالوا : فأيّ الحديدة؟ قال : قدوركم النحاس وحديد الفأس الّذي تمتهنون به ، قالوا : وما الحجر؟ قال : قدوركم الحجارة». قال ابن كثير : غريب جدا ، ورفعه منكر ، وفي إسناده من لا يعرف. وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير عن سعيد بن عياض عن أصحاب النبيّ صلىاللهعليهوسلم : الماعون : الفأس والقدر والدلو. وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر والطبراني ، والحاكم وصححه ، والبيهقي ، والضياء في المختارة ، من طرق عن ابن عباس في الآية قال : عارية متاع البيت. وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم ، والبيهقي في سننه ، عن عليّ بن أبي طالب قال : الماعون : الزكاة المفروضة (يُراؤُنَ) بصلاتهم (وَيَمْنَعُونَ) زكاتهم.
* * *