لازم الماهيّة ، بمعنى ما يكون نفس الماهية كافيا في ثبوته ، فهذا أمر غير معقول بناء على أصالة الوجود ، وبناء على كون الماهيّات أمورا اعتبارية ، فالماهية بما هي ، وقبل أن تلبس ثوب الوجود ، كيف تكون مؤثرة وعلة للازم من اللوازم؟. وإنّما تكون مؤثرة وتؤثر إذا لبست ثوب الوجود.
إذن فاللازم عند المحقق الأصفهاني «قده» دائما يكون لازما للوجود ، غاية الأمر ، أنّه تارة يكون لازما لكلا نحوي الوجود فهو لازم الماهية ، وأخرى يكون لازما للوجود الخارجي فقط فهو لازم الوجود ، فالزوجية لازم الماهيّة لأنها تلزم الماهية الموجودة ذهنا وخارجا ، وأمّا الحرارة فهي من لوازم الوجود لأنها تنشأ من الوجود الخارجي للنار ، لا الوجود الذهني.
وهذا الاعتراض على التفسير المشهوري للوازم الماهية والوجود غير صحيح ، فإنّ إرجاع لوازم الماهية إلى لوازم مطلق الوجود مطلقا ، غير صحيح لأننا ندرك بالضرورة ، أنّ الماهية يثبت لها اللازم حتى لو قيّدت بعدم مطلق الوجود ، إذ يصدق قولنا ، الأربعة زوج وليست فردا بالضرورة ، ولو لم تكن هذه الأربعة موجودة ، لا في ذهننا ، ولا في الخارج.
ونحن عند ما نحضر الأربعة المعدومة بقول مطلق في ذهننا ، فإنّ هذا الإحضار ، وإن كان معدوما ، لكنّه موجود في الذهن بالحمل الشائع ، فمفهوم الأربعة غير الموجود بالحمل الأولي ، هو موجود بالحمل الشائع ، ونحمل عليها الأربعة بالحمل الأولي ، والوحدة التاسعة من وحدات التناقض هي وحدة الحمل.
وحينئذ ، عند ما نحكم على الأربعة الموجودة بالحمل الشائع بأنّها غير موجودة ، يمكن أن نلحظها بكلا الحملين.
وهذا برهان على أنّ الزوجية لا تحتاج إلى الوجود ، وإلّا لما صدق حمل الزوجية على المفهوم الملحوظ بالحمل الأولي ، إذ إنّ مفهوم الأربعة