كنت تسألني عن قول الله تبارك وتعالى : «إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ» الى آخر الآية ، فو الله ما أدري أنا منهم أم لا.
وهذا الجواب من الحسن يدل على المكانة الرفيعة لفضيلة «الوجل».
وجاء ذكر «الوجل» في موطن آخر من القرآن الكريم : في سورة الحج حيث يقول التنزيل :
«وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ ، الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلى ما أَصابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلاةِ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ».
وهنا عدة صفات ذكرها التنزيل عن المخبتين ، والاخبات هو الطاعة باستقامة ودوام ، وقد تحدثت عنه في الجزء الثاني من كتابي «أخلاق القرآن» ص ٢٤٠ ـ ٢٤٨. وهذه الصفات هي :
١ ـ الوجل عند ذكر الله.
٢ ـ الصبر على ما يصيب الانسان.
٣ ـ اقام الصلاة.
٤ ـ الانفاق من رزق الله.
وأول هذه الصفات كما نرى هو الوجل عند ذكر الله.
وعن عمرو بن أوس أن هؤلاء يظهر عليهم الخوف من عقاب الله تعالى ، والخشوع والتواضع لله. ثم ان لذلك الوجل أثرين : الاول هو الصبر عن المكاره ، وذلك هو المراد بقوله : «وَالصَّابِرِينَ عَلى ما أَصابَهُمْ) ،» وعلى ما يكون من قبل الله تعالى ، لأنه الذي يجب الصبر عليه ، كالامراض