الصلاح والاصلاح
الصلاح في اللغة ضد الفساد ، أو ضد السيء ، والصلح أيضا هو ازالة النفار بين الناس. ويقال : اصطلح القوم وتصالحوا. واصلاح الله تعالى الانسان يكون تارة بخلقه اياه صالحا ، وتارة بازالة ما فيه من فساد بعد وجوده ، وتارة يكون بالحكم له بالصلاح. والعمل الصالح هو ما يصلح للقبول ، أو الذي ليس فيه عيب أو آفة.
والصلاح يراد به هنا أن يكون الانسان صالحا في ذاته ، قد بدأ بنفسه ، فطهرها وهذبها ، واقامها على الصراط ، فأصبحت نفسا طيبة صالحة ، ثم انتقل الانسان بعد ذلك الى اصلاح غيره وتهذيب سواه ، ولذلك قال القائل الحكيم : «الصالحون يبنون أنفسهم ، والمصلحون يبنون الامم». وقد أشار أبو حامد الغزالي الى أن الجدير بالمسلم هو أن يبدأ بنفسه حتى يتحقق لها الصلاح ، ثم يتدرج في اصلاح من حوله ، مرحلة بعد مرحلة. قال على طريقته في «الاحياء» :
«فحق على كل مسلم أن يبدأ بنفسه ، فيصلحها بالمواظبة على الفرائض وترك المحرمات ، ثم يعلّم ذلك أهل بيته ، ثم يتعدى بعد الفراغ منهم الى جيرانه ، ثم الى أهل محلته ، ثم الى أهل بلده ، ثم الى أهل السواد المكتنف ببلده ، ثم الى أهل البوادي من الاكراد والعرب وغيرهم ، وهكذا الى أقصى