فأصبحت مولاها من الناس بعده |
|
وأحرى قريش أن تهاب وتحمدا (١) |
وثامنها الحليف
وتاسعها الحار
وهذان القسمان أيضا معروفان.
وعاشرها الإمام السيد المطاع وسيأتي في الجواب عن السؤال الرابع إن شاء الله تعالى.
فقد اتضح لك بهذا البيان ما يحتمله لفظة مولى من الأقسام وأن أولى أحد محتملات معاني الكلام بل هي الأصل وإليها يرجع معنى كل قسم لأن مالك الرق لما كان أولى بتدبير عبده من كان لذلك مولاه والمعتق لما كان أولى بمعتقه في تحمله لجريرته وألصق به من غيره كان مولاه وابن العم لما كان أولى بالميراث ممن هو أبعد منه في نسبه وأولى أيضا من الأجنبي بنصرة ابن عمه كان مولى والناصر لما اختص بالنصرة وصار بها أولى كان لذلك مولى.
وإذا تأملت بقية الأقسام وجدتها جارية هذا المجرى وعائدة بمعناها إلي الأولى.
وهذا يشهد بفساد قول من زعم أنه متى أريد بمولى أولى كان ذلك مجازا وكيف يكون مجازا وكل قسم من أقسام مولى عائد إلي معنى الأولى وقد قال الفراء (٢) في كتابه معاني القرآن إن الولي والمولى في كلام العرب واحد.
__________________
(١) وقبل هذا البيت قوله :
فما وجدت فيها قريش لأمرها |
|
أعف وأولى من أبيك وأمجدا |
وأورى زنادا ولو كان غيره |
|
غداة اختلاف الناس أكدى وأصلدا |
(٢) هو أبو زكريا يحيى بن زياد بن عبد اللّه بن منظور الأسلمي الديلميّ الكوفيّ ؛ تلميذ الكسائي ، من أئمة العربية ، كانت له حظوة عند المأمون العباسيّ ، عهد إليه تعليم ولديه ، توفّي سنة ٢٠٧ ه تجد ترجمته في الكنى والألقاب ج ٣ صلى الله عليه وسلم ١٤ ـ ١٥ وفهرست ابن النديم صلى الله عليه وسلم ٩٩.