طالب حتى ظننت أن اسم علي أشهر في السماء من اسمي فلما بلغت السماء الرابعة نظرت إلى ملك الموت فقال يا محمد ما خلق الله خلقا إلا أقبض روحه بيدي ما خلا أنت وعلي فإن الله جل جلاله يقبض أرواحكما بقدرته فلما صرت تحت العرش نظرت فإذا أنا بعلي بن أبي طالب قال لي يا محمد ليس هذا عليا ولكنه ملك من ملائكة الرحمن خلقه الله تعالى على صورة علي بن أبي طالب فنحن الملائكة المقربون كلما اشتقنا إلى وجه علي بن أبي طالب زرنا هذا الملك لكرامة علي بن أبي طالب على الله سبحانه.
فيصح على هذا الوجه أن يكون الذين رآهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ملائكة على صور الأئمة عليهم السلام وجميع ذلك داخل في باب التجويز والإمكان والحمد لله. نرجع إلى ذكر المعمرين.
وقد روي أن منهم سلمان الفارسي رحمة الله عليه وأنه عاش مائتين من السنين.
وروي أن منهم عمرو بن العاص وأنه عاش في الجاهلية والإسلام مائتي سنة وأنه قال حين أحس الموت :
مضت مائتا حول لعمرو وبعدها |
|
رمته المنايا بالسهام القواصد |
فمات وما حي وإن طال عمره |
|
على مر أيام السنين بخالد |
ومنهم أمد بن لبد ،
عاش ثلاثمائة وستين سنة وروي أن معاوية بن أبي سفيان قال أنا أحب أن ألقى رجلا قد أتت عليه سن وقد رأى الناس يخبرنا عما رأى فقيل له هذا رجل بحضرموت فأرسل إليه فأتاه فقال ما اسمك فقال أمد قال ابن من قال ابن لبد قال ما أتى عليك من السنين قال ستون وثلاثمائة سنة قال كذبت ثم تشاغل عنه معاوية ثم قال أخبرنا عما رأيت من الأزمان الماضية إلى زماننا هذا من ذاك.