في مثلثة إلى مثلثة وطالعه ثبوت أحد الكوكبين العلويين زحل والمشتري وصاحب الطالع الكذخذاه فإن كان المولود ليليا والهيلاج القمر فإن كان فوق الشمس في برج أنثى وإن كان نهاريا فيكون الشمس في برج ذكر فإنه حينئذ يدل على بقاء المولود بإذن الله تعالى حتى يتحول القران عن مثلثة إلى أخرى وذلك مائتان وأربعون سنة.
فأما في الزمن الأول فإن مثل هذه الدلالة كانت تدل على بقائه حتى يعود القران إلى مكانه وذلك بعد تسعمائة وخمسين سنة والله أعلم.
فما يقولون في كلام عالمهم ما شاء الله وقد أوضح بتخصيصه في الدلالة الزمن الأول بتسعمائة وخمسين سنة أن مراده بالمائتين والأربعين من هذا الزمان وهو شاهد لنا على هؤلاء المعاندين المنكرين للحق الواضح البرهان.
وأما الذين اعتمدوا بكلام الأطباء وأصحاب الطبائع من قولهم إن غاية العمر في الطبيعة مائة وعشرون سنة فإنهم لم يعتمدوا على حجة ولا تشبثوا بشبهة وليس في أيديهم أكثر من دعواهم تبين لك بطلان مقالتهم إن الطبائع أعراض والأعراض لا يصح منها في الحقيقة أفعال وإنما يفعل القادر المختار والطبائع أيضا فعل الله تعالى وهو الذي ارتكبها في الإنسان فكما جاز منه أن يجعلها كلها صحيحة معتدلة مدة من الزمان فهو قادر على أن يجعلها كذلك أضعاف تلك المدة فيطول عمر الإنسان وليس يستحيل ذلك في عقل ذي بصيرة وعرفان.
وأما المعتمدون في ذلك على العادات فإنه لا حجة في أيديهم من قبل أن العادات قد تختلف باختلاف الأوقات وباختلاف الناس أيضا والأصقاع.
وقد سمعت من جماعة من الناس أن بلاد السند من البلاد التي تطول فيها الأعمار.
ورأيت بالرملة في جمادى الآخرة من سنة اثنتي عشرة وأربعمائة شريفا من أهل السند يعرف بأبي القاسم عيسى بن علي العمري من ولد عمر بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السلام وسألته عن ذلك فقال لي هو صحيح.