فقال : يا رسول الله أي بيوت هذه ؟ فقال بيوت الأنبياء ، فقام إليه أبو بكر فقال : يا رسول الله هذا البيت منها ـ لبيت علي وفاطمة ـ قال : نعم من أفاضلها (١) .
وعن أبي جعفر الباقر أنّه قال : هي بيوت الانبياء ، وبيت علي منها (٢) .
وذكر ابن البطريق في « خصائص الوحي المبين » ما جرى بين قتادة والإمام الباقر عليهالسلام ، وفيه : فقال قتادة لمّا جلس بين يدي الإمام الباقر : لقد جلست بين يدي الفقهاء وقدّامَ ابن عباس فما اضطرب قلبي قُدّامَ واحد منهم ما اضطرب قُدَّامَكَ .
قال له أبو جعفر الباقر عليهالسلام : ويحك أتدري أين أنت ؟ أنت بين يدي ( بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ) فأنتَ ثَمَّ ، ونحن أُولئك (٣) .
وهذه الأحاديث تؤكّد بوضوح على أن بيت علي وفاطمة هو من بيوت الأنبياء ، إذ لا معنى لأن يسال أبو بكر عن موقع بيت علي وفاطمة بين تلك البيوت إلّا أن يكون ذلك معلوماً عنده أو مشكوكاً ، لأنّ سؤاله يدعونا للقول بهذا ، وعليه فكلامه ليؤكّد بأنّ بيتهما هو امتداد لبيوت الله وبيوت الأنبياء ، وأنّ الشهادة بالولاية لعلي هي امتداد لطاعة الله ، لأنّ المؤذّن بشهادته في الأذان يبيّن الصلة بين علي وبين الله ورسوله ، وأنّ الإمام عليّاً ما هو إلّا وليٌّ لله تعالى ، لا أنّه يريد أن يقول أنّ علياً هو الخالق والرازق والمحيي والمييت . حتّى يقال أنّه من الشرك والتفويض وأمثال ذلك ، وقد قلنا مراراً بأن ما تشهد به الشيعة في الأذان ليس أجنبيّاً عن الأخبار
__________________
(١) شواهد التنزيل ١ : ٣٣ ـ ٥٣٥ / ح ٥٦٦ ، ٥٦٧ ، ٥٦٨ ، الدر المنثور ٦ : ٢٠٣ ، تفسير الثعلبي ٧ : ١٠٧ . وانظر تفسير فرات الكوفي ٢٨٦ / ح ٣٨٦ ، وبحار الأنوار ٢٣ : ٣٢٥ ـ ٣٢٨ ، وشرح إحقاق الحق ٣ : ٥٥٨ ، ٩ : ١٣٧ ، ١٤ : ٤٢٢ ، ١٨ : ٥١٥ ، ٢٠ : ٧٣ والعمدة لابن البطريق : ٢٩١ . والحديث في الروضة في فضائل أمير المؤمنين لشاذان بن جبرئيل : ٤٢ عن ابن عباس .
(٢) تفسير القمي ٢ : ١٠٤ ، بحار الأنوار ٢٣ : ٣٢٧ / باب رفعة بيوتهم المقدسة . . . / ح ٦ .
(٣) خصائص الوحي المبين : ١٨ ـ ١٩ .