والآيات .
ونحن لو جمعنا بين الآيتين القرآنيتين ( وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ) مع ( فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا ) ، لعرفنا الترابط الملحوظ بين التوحيد والنبوة والإمامة ، ولأجل هذا جُعل ذكرهم من ذكر الله وأنّهم السبيل إليه ، وأنّ فطرة الله مبتنية عليه ، وبذلك يتّضح تماماً معنى كلام الإمامين الباقر والصادق عليهماالسلام في معنى ( حي على خير العمل ) : « أنّه برّ فاطمة وولدها » (١) .
لأنّ القوم كانوا يفترون على الله الكذب ويريدون طمس ذكرهم ؛ قال تعالى : ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَىٰ إِلَى الْإِسْلَامِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ) (٢) .
* روى الكليني بسنده عن محمّد بن الفضيل ـ عن أبي الحسن عليهالسلام ـ قال : سألته عن قول الله تعالى ( يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ ) قال : يريدون ليطفئوا ولاية أمير المؤمنين بأفواههم قلت : « والله متم نوره » ، قال : يقول : والله متم الإمامة ، والإمامة هي النور ، وذلك قوله عزّ وجلّ ( فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلْنَا ) ، قال : النور هو الإمام (٣) .
هذا ، وقد أخرج الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل (٤) ، والحاكم النيسابوري
__________________
(١) انظر علل الشرائع ٢ : ٣٦٨ / باب ٨٩ / ح ٥ ، معاني الاخبار : ٤٢ / ح ٣ ، فلاح السائل : ١٤٨ ، التوحيد ٢٤١ ، المناقب لابن شهرآشوب ٣ : ٣٢٦ وكلام المجلسي في روضة المتقين ٢ : ٢٣٧ .
(٢) الصف : ٧ ، ٨ .
(٣) الكافي ١ : ١٩٥ ، ٤٣٢ ، شرح اصول الكافي للمازندراني ٥ : ١٨٢ و ٧ : ١١٩ و ١٠ : ٨٧ ، الغيبه للنعماني : ٨٥ ـ ٨٦ ، مناقب ابن شهرآشوب ٢ : ٢٧٨ ، و ٢ : ٢٧٠ .
(٤) شواهد التنزيل ٢ : ٢٢٣ / ح ٨٥٥ .