* وممّا يدلّ على ذلك أيضاً ما أخرجه الكليني بسند صحيح عن زرارة ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، قال : بُني الإسلام على خمسة أشياء : على الصلاة والزكاة والحجّ والصوم والولاية ، فقلت : أيّ شيء من ذلك أفضل ؟ قال عليهالسلام : « الولاية أفضل لأنّها مفتاحهنّ ؛ والوالي هو الدليل عليهنَّ . . . » (١) .
فقوله عليهالسلام : « الولاية مفتاح الصلاة والصوم . . . » ، وقوله عليهالسلام الآخر : « الوالي هو الدليل عليهنّ » ظاهر في الشعارية بلا أدنى كلام ؛ لأنّ الإمام الباقر عليهالسلام جعل الولاية مفتاحاً لغالب الأمور العبادية وعلى رأسها الصلاة والصوم والزكاة والحج ، ومعنى كلامه عليهالسلام أنّ الولاية تنطوي على ملاك عباديّ وتشريعي ؛ إذ لا معنى لكون الولاية دليلاً ومفتاحاً للعبادات إلّا أن يكون معنى من معانيها عبادة .
وقد جاء في تفسير القمّي في قوله تعالى ( إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ) ، قال : كلمة الإخلاص والإقرار بما جاء من عند الله من الفرائض ، والولايةُ ترفع العمل الصالح إلى الله .
وعن الصادق عليهالسلام أنّه قال : الكلم الطيب قول المؤمن « لا إله إلّا الله ، محمّد رسول الله ، علي ولي الله وخليفة رسول الله » وقال : والعمل الصالح الاعتقاد بالقلب أنّ هذا هو الحقّ من عند الله لا شك فيه من رب العالمين (٢) .
فلو كان مصداق الكلم الطيب هو كلمة التوحيد ، والإيمان بما جاء به رسوله ، ومنها لزوم الولاية لعلي عليهالسلام ، ألا يحق أن تصعد هذه الولاية إلى السماء كما نزلت إلينا عن طريق الروايات الكثيرة المتواترة ؟
* روى الحاكم النيسابوري والسيوطي عن ابن مردويه ، عن أنس بن مالك وبريدة ، قالا : قرأ رسول الله هذه الآية ( فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ ) ، فقام إليه رجل
__________________
(١) الكافي ٢ : ١٨ / باب دعائم الإسلام / ح ٥ .
(٢) تفسير القمّي ٢ : ٢٠٨ .