إليها ، والحثّ عليها في الأذان خاصّة ، وفي غيره عامّة قبالاً لطمسها ، لكن لمّا لم يصلح هذا لإثبات الجزئية ، لعدم صدور النص عنه عليهالسلام مولوياً بل كان إخباريّاً وإرشادياً لم يبق إلّا الاعتقاد بأنّ الإمام يريد اتّخاذها شعاراً على المستويَيْن العقائدي الكلامي والفقهي العبادي .
أي يريد اعلامنا بامكان ذكرها في الأذان بحكمها الثانوي ، وخصوصاً في هذه الازمان التي كثرت فيها الشبهات على الشيعة ، ووقوفنا على هم الاعداء في اماتة الحق لكن ( اللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ) (١) .
* ويؤيد ذلك ما أخرجه الكليني بسنده عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليهالسلام في قوله تعالى : ( فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ) ، قال : هي الولاية (٢) .
إذ لا معنى لأن يفسّر إقامة الوجه للدين الحنيف بالولاية ؛ إذ القيام قيامٌ لله ، والولاية ولاية وإقرار لولي الله ، ولا يصلح أحدهما أن يحلّ محل الاخر ، إلّا بأن يقال : بأنّ الولاية امتداد للتوحيد والنبوّة ، وهو معنى آخر لحديث الثقلين ، وحبل الله الذي أمرنا بالاعتصام به ، وهو الذي جاء عن المعصوم في تفسير قوله تعالى ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ ) : التوحيد والولاية (٣) .
وفي تفسير العياشي عن الباقر عليهالسلام : آل محمّد حبل الله المتين (٤) .
وعن الصادق عليهالسلام : نحن الحبل (٥) ، وفي رواية أخرى في الكافي عنه عليهالسلام : أثافي الإسلام ثلاثة : الصلاة والزكاة والولاية ، ولا تصحّ واحدة منهنّ إلّا
__________________
(١) الصف : ٨ .
(٢) الكافي ١ : ٤١٩ / باب فيه نكت ونتف . . . / ح ٣٥ ، وفي هذا المعنى أخرج الكليني وغيره روايات جمّة بطرق كثيرة كلها معتبرة ، وقد اغنانا هذا عن البحث في السند .
(٣) تفسير القمي ١ : ١٠٨ .
(٤) تفسير العياشي ١ : ١٩٤ / ح ١٢٣ .
(٥) الأمالي للشيخ : ٢٧٢ / المجلس ١٠ / ح ٥١٠ .