« إلى ها هنا التوحيد » .
وبهذا البيان ارتفع ما أشكله البعض بهذا الصدد .
* * *
ولنرجع إلى أصل الموضوع ونقول :
* ومما يدلّ على الشعارية كذلك مرسلة الحسين بن سعيد ، عن حنان بن سدير ، عن سالم الحنّاط ، قال : قلت لأبي جعفر الباقر عليهالسلام : أخبرني عن قول الله سبحانه وتعالى : ( نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ * بِلِسَان عَرَبِيٍّ مُبِين ) فقال عليهالسلام : هي الولاية (١) .
إذ من المعلوم أنّ ما نزل على قلب النبي هو القرآن وشريعة الإسلام ، فلا معنى للتفسير بالولاية إلّا إذا اعتقدنا بأنّ الولاية هي اكمال للدين ، والعلامَةُ للتعريف بذلك المُنْزَل ، وهذا ما نعني به من الشعارية ، وهي تدعونا إلى النداء بها ، والدعوة إليها ، والإجهار بألفاظها ، حسبما يستفاد من موثقة سنان بن طريف ، وحسنة ابن أبي عمير ، وصحيحة أبي الربيع القزاز . .
لقد تقدّم الكلام فيما يخصّ حسنة ابن أبي عمير عن الكاظم عليهالسلام في الدليل الكنائي (٢) ، وأنّ : « حيّ على خير العمل » تعني الولاية ، وأنّ عمر بن الخطاب حذفها من الأذان كي لا يكون حثٌّ عليها ودعاءٌ إليها ، وأنّ الإمام الكاظم عليهالسلام لم يكن بصدد بيان الأمر المولوي بها في الأذان على نحو الوجوب والجزم ، بل أراد الإشارة إلى جذورها ومعناها الكامن فيها ، وأنّ هناك دوراً تخريبياً من النهج الحاكم لها ، وهذا الكلام بلا شكّ ينطوي على رجحان الدعوة لشعاريّتها ، والدعاء
__________________
(١) الكافي ١ : ٤١٢ / باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية / ح ١ . وقد رويت بعدة طرق .
(٢) في صفحة ١٥٩ .