ولهم اُصول اُخرى كالقول بأنّ الحَسَنَ هو ما حَسَّنه الناس (١) ، وكالقول بالمصلحة وأشباهها .
كلّ هذه الأُصول تسهّل الأمر للقول بشرعيّتها عندهم ، لكنّا الآن في غنىً عن ذلك ، بل الذي نريد الإشارة إليه هو عرض سريع لما جرى على الأذان بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله من التغييرات والزيادات ، لأنّ بيان موضوع كهذا يحدّ من هجمة الآخرين علينا ، ويوقفهم عند حدودهم .
وقبل عرضي لما جرى بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله لا بدّ من نقل كلام الاستاذ خليل عزمي في كتابه « بين الشيعة والسنة » صفحة ٩٠ طبعة بغداد ؛ إذ قال : « زيادتهم على الأذان جملة « وأشهد أنّ علياً ولي الله » باعتبار أنّها لم تكن داخلة ضمن الأذان بعهد رسول الله ، فأيّ ضرر يتأتّى من إضافة هذه الجملة طالما استحسنها جمهور من المسلمين كما استحسن جمهور آخر إدخال كلمات لم تكن ضمن الأذان في عهد رسول الله مثل « الصلاة خير من النوم » في الأذان » (٢) .
ذكرت كتب السير والتاريخ خبر الأسود العنسي ـ عبهلة بن كعب ـ في اليمن ، وظهوره متزامناً مع مسيلمة الكذاب في اليمامة ، وادعائهما النبوّة ، وأنّ رسول الله كتب إلى معاذ بن جبل ومن معه من المسلمين وأمرهم أن يحثّوا الناس على التمسّك بدينهم ، وعلى النهوض إلى حرب الأسود ، فقتله فيروز الديلمي على فراشه (٣) .
__________________
(١) الآثار ، لمحمّد بن الحسن الشيباني : ٨١ كتاب الأذان / ح ٥٩ ، عن حماد بن إبراهيم أنّه سال ابا حنيفة عن التثويب ؟ قال : هو ما احدثه الناس ، وهو حسن مما احدثوه .
(٢) الاعمى في الميزان : ٢ ، عن كتاب : بين الشيعة والسنة : ٩٠ ، والقسطاس المستقيم في ولاية أمير المؤمنين للسيّد محمّد علي بن محمّد باقر الموسوي الكاظمي : ١٣٥ ـ ١٣٦ طبع مطبعة المعارف / بغداد سنة ١٣٧٦ هـ عنه .
(٣) تاريخ الخميس ٢ : ١٥٦ .