أورد بعض من يدّعي العلم إشكالين على خبر الاحتجاج .
احدهما : إذا صحّ الالتزام بخبر الاحتجاج فعليكم التقيد بالنص الوارد فيه : « من قال : محمّد رسول الله ، فليقل : علي أمير المؤمنين » ، فلماذا تقولون : « أشهد أن عليّاً ولي الله » وتضيفون إليه : « وأولاده المعصومين حجج الله » ، أليست هذه الإضافة وهذا التغيير هو عدم تَعَبُّد بالنص ؟ !
ثانيهما : إذا اخذتم بخبر الاحتجاج فعليكم أن تقولوها مرّة واحدة ، لأنّ التكليف يسقط به ، فما السرّ في الإتيان بها مرّتين في الأذان .
أما الجواب عن الإشكال الأول ، فيكون من عدة وُجُوه :
الأوّل : قد يصحّ ما قلتموه إذا اعتبرنا ذلك من أجزاء الأذان ، لكنّنا أثبتنا في الصفحات السابقة أنّا لا نأتي بها على نحو الجزئية بل نأتي بها لمحبوبيّتها عند الشارع ورجحانها عنده .
الثاني : إنّ الصفة الغالبة في الروايات التي جاءت في أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب تحمل كلمة « ولي الله » ، فنحن نأتي بهذا القيد في الأذان تعبداً بتلك النصوص .
الثالث : إنّ حسنة ابن أبي عمير ، عن الكاظم عليهالسلام ، سمحت لنا بفتح جملة « حيّ علي خير العمل » بأيّ شكل كان مع حفظ المضمون ، وقد فتحت بصيغ مختلفة عند الشيعة على مرّ الأزمان ، فأهل الموصل كانوا يقولون « محمّد وعلي خير البشر » (١) ، وهو عمل الشيعة في مصر أيّام الدولة الفاطمية (٢) ، وأهل حلب أيّام
__________________
(١) المسائل الميافارقيات للسيّد المرتضى المطبوع مع كتاب جواهر الفقه لابن البراج : ٢٥٧ المسألة ١٥ .
(٢) اخبار بني عبيد : ٥٠ .