سورة النّجم
مكية. وهى اثنتان وستون آية. وهى أول سورة أعلن بها النّبىّ صلىاللهعليهوسلم. ومناسبتها لما قبلها : قوله : (أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ) (١) فأقسم هنا أنه ما ينطق عن الهوى ، فقال :
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(وَالنَّجْمِ إِذا هَوى (١) ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى (٢) وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى (٣) إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحى (٤) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى (٥) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوى (٦) وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلى (٧) ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى (٨) فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى (٩) فَأَوْحى إِلى عَبْدِهِ ما أَوْحى (١٠) ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى (١١) أَفَتُمارُونَهُ عَلى ما يَرى (١٢) وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى (١٣) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى (١٤) عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى (١٥) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ ما يَغْشى (١٦) ما زاغَ الْبَصَرُ وَما طَغى (١٧) لَقَدْ رَأى مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى (١٨))
يقول الحق جل جلاله : (وَالنَّجْمِ) أي : الثريا ، أو : جنس النّجم (إِذا هَوى) ؛ إذا غرب ، أو : انتثر يوم القيامة ، أو طلع ، يقال : هوى هويا ، بوزن «فيول» إذا غرب ، وهوى هويا ، بوزن دخول : إذا طلع (٢). والعامل فى (إذا) فعل القسم ، أي : أقسم بالنجم وقت غروبه أو طلوعه. وجواب القسم : (ما ضَلَ) عن قصد الحق (صاحِبُكُمْ) أي : محمد صلىاللهعليهوسلم ، والخطاب لقريش. (وَما غَوى) فى اتباع الباطل ، أو : ما اعتقد باطلا قط ، أي : هو فى غاية الهدى والرّشد ، وليس مما تتوهموه من الضلالة والغواية فى شىء. فالضلال نقيض الهدى ، والغى نقيض الرّشد ، ومرجعهما لشىء واحد ، وهو عدم اتباع طريق الحق.
__________________
(١) الآية سورة الطور ٣٣.
(٢) راجع لسان العرب (مادة هوا ٦ / ٤٧٢٧).