وقال المحاسبى : قلت لشيخنا : من أين وقع الاضطراب فى القلوب ، وقد جاء الضمان من الله عزوجل؟ قال : من وجهين ؛ من قلة المعرفة وقلة حسن الظن. ثم قال : قلت : شىء غيره؟ قال : نعم ، إن الله عزوجل وعد الأرزاق وضمنها ، وغيّب الأوقات ، ليختبر أهل العقول ، ولولا ذلك لكان كلّ المؤمنين راضين ، صابرين ، متوكلين ، لكن الله ـ عزوجل ـ أعلمهم أنه رازقهم ، وحلف لهم ، وغيّب عنهم أوقات العطاء ، فمن هنا عرف الخاص من العام ، وتفاوت العباد ، فمنهم ساكن ، ومنهم متحرك ، ومنهم ساخط ، ومنهم جازع ، فعلى قدر ما تفاوتوا فى المعرفة تفاوتوا فى اليقين. ه. مختصرا. وبالله التوفيق. وصلّى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.