في الكاتب من
الإجمال والإبهام في المعنون.
وبعبارة اخرى : أنّ التّكرار إنّما يلزم ، بناء على تركيب المشتقّ
تفصيلا وكون مثل قضيّة «زيد الكاتب» قضيّتين وإخبارين ، وقد عرفت : أنّ التّركيب
هنا انحلاليّ ، فالقضيّة واحدة والإخبار واحد.
بقي هنا امور :
الأوّل : في الفرق بين المشتقّ والمبدا.
قد اشتهر بين أهل
المعقول : أنّ المشتقّ
يمتاز عن المبدا باعتبار اللّابشرطيّة والبشرط اللّائيّة ، بمعنى : أنّ المشتقّ
يقبل الحمل ، والمبدا لا يقبل.
ولكن هذا الفرق
إنّما يصحّ ، بناء على القول بكون المبدا هو المصدر ، وأمّا بناء على ما هو
التّحقيق من الفرق بين المبدا والمصدر ، فلا.
توضيح
ذلك : أنّ المصدر ،
كسائر المشتقّات له مادّة وصورة مخصوصة متحصّلة متعيّنة ، ومعنى متحصّل مستقل ،
والمادّة في المشتقّات لا بدّ أن تتحقّق في جميعها وتتصوّر بأيّة صورة من الصّور
الاشتقاقيّة ، فلا يمكن أن تكون ذات صورة متعيّنة ، وإلّا لزم اتّحاد المتحصّل واللّامتحصّل
، فمادّة المشتقّات ما لا تحصّل لها أصلا بنفسها ، بل تكون في غاية الإبهام
واللّامتحصّليّة ، وإنّما تتحصّل بصورة من الصّور المشتقّة ، وكذلك لا تحصّل لمعنى
المادّة ، وإنّما يتحصّل ويستقلّ ، بمعنى من معاني المشتقّات.
وعليه ، فليس المصدر هو المبدا ومادّة المشتقّات ، بل هو ـ أيضا
ـ منها.
__________________