أي أنّه يتناول كلمات القرآن كلُّ على حدة وبالتسلسل حسب الحروف الأبجدية
وعلى هيئة مُعْجم ، ومن أبرز نماذج هذا التفسير هو كتاب «مفردات
الراغب» و «وجوه القرآن» و «تفسير غريب القرآن للطريحي ، وأخيراً كتاب التحقيق في
كلمات القرآن الكريم» و «نثر طوبى» أو «دائرة معارف القرآن الكريم».
بينما توجد
هناك أنواع اخرى من تفسير القرآن منها «التفسير
الموضوعي» الذي يحقق
ويبحث آيات القرآن الكريم على أساس مختلف المواضيع المتعلقة باصول الدين وفروعه
والامور الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والأخلاقية.
وهناك نوع آخر
من التفسير نطلق عليه «التفسير الإرتباطي» أو التسلسلي ، حيث يتناول مواضيع القرآن المختلفة من
حيث علاقتها ببعضها.
فعلى سبيل
المثال ، بعد بحث موضوع «الإيمان» ، و «التقوى»
و «العمل الصالح» كلٌّ على حدة
في التفسير الموضوعي تتمّ عملية بحث علاقة هذه المواضيع الثلاثة ببعضها من خلال
الإعتماد على الآيات والملاحظات الواردة في ذلك ، ومن المسلَّم أنّ حقائق جديدة
سوف تنكشف لنا عن كيفية ارتباط هذه المواضيع ببعضها تكون بالغة الأهمية والفائدة.
إنّ أفضل طريقة
للبحث حول عالم الخلقة والتكوين وما يتضمنه ويحويه من كائنات هو دراسة العلاقة بين
هذه الكائنات التي تؤلف هذا العالم ، ففي الحقيقة أنّ الشمس والقمر والأرض
والإنسان والمجتمعات البشرية هي موجودات لا تنفصل عن بعضها البعض وهي تشكِّل في
مجموعها كياناً واحداً مترابطاً ، والاسلوب الصائب في دراستها هو أن نبحثها من حيث
ارتباطها مع بعضها.
وهكذا الأمر في
كتاب «التدوين» أي القرآن الكريم ، فهنالك علاقات دقيقة وظريفة بين
مواضيع القرآن الكريم ، ولابدّ من تفسيرها من حيث ارتباطها مع بعضها.
النوع الآخر من
التفسير هو «التفسير العام» أو «الرؤية الكونية للقرآن» وهنا يتناول المفسّر جميع مضمون القرآن فيما يتعلق
بعالم الوجود ، وبتعبير أكثر وضوحاً : يربط كتاب «التكوين» مع كتاب «التدوين» وينظر إليهما معاً ، وتتم دراستهما من حيث ارتباطهما
ببعضهما.