إنّ رابع وخامس آية أشارتا إلى موقف وكلام فريق من المشركين في عهد الرسولصلىاللهعليهوآله أو العهود التي سبقت عهده تجاه دعوة النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله أو الأنبياء السالفين ، حيث كانوا يقولون : (انَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَانَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُّقْتَدُونَ).
وهكذا توارثت الأجيال بعد الأجيال الكفر وعبادة الأصنام والآثام والعادات والسنن القبيحة ، وقد نسجت روح التقليد حجاباً سميكاً على عقولهم لا يسمح لهم لقبول أي حقيقة ، فيقول القرآن عن هؤلاء تارة : (أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَايَعْلَمُونَ شَيْئاً وَلَا يَهْتَدُونَ). (المائدة / ١٠٤)
ويقول تارة اخرى : (أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ الَى عَذَابِ السَّعِيْرِ). (لقمان / ٢١)
واخرى : (قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَى مِمَا وَجَدْتُّمْ عَلَيْهِ آبَاءَكُمْ). (الزخرف / ٢٤).
* *
توضيحات
١ ـ أنواع التقليد المختلفة
إنّ تقليد الآخرين ، سواء كان تقليداً لحيٍ أو ميت ، أو تقليداً لشخص أو فريق لا يخرج عن صورٍ أربع :
١ ـ تقليد الجاهل للعالم : أي تقليد الجاهل بشيء لمن له تخصص أو خبرة بفنٍ أو علم ، مثل مراجعة المريض للطبيب الخبير بعلم الطب.
٢ ـ تقليد العالم للعالم : أي مراجعة أهل العلم أحدهم للآخر واتباع كلٌّ منهم للآخر.
٣ ـ تقليد العالم للجاهل : أي يترك الإنسان علمه وخبرته ، ويتبع الجاهل ويقلده عشوائياً.
٤ ـ تقليد الجاهل للجاهل : بأن يتخذ قوم جُهّال عادات وتقاليد ومعتقدات ليست