١٢ ـ (وَاللهُ اخْرَجَكُمْ مِّنْ بُطُونِ امَّهَاتِكُمْ لَاتَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالابْصَارَ وَالْأَفئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشكُرُونَ). (النحل / ٧٨)
* *
إنَّ الآيات الواردة في هذا المجال كثيرة جدّاً ، وما ذكر هنا نماذج واضحة في مجالات مختلفة (١).
شرح المفردات :
إنَّ كلمة «ملكوت» ـ على ما يقوله الراغب في مفرداته ـ مصدر «مَلَك» وقد اضيفت لها التاء ، وتستعمل في الإشارة إلى (ملك الله) فقط دون غيره ، بينما جاء في «مجمع البحرين» و «لسان العرب» أنّ الملكوت يعني «العزة والسلطنة» ، ويقول البعض : إنّها اشتقت من «مُلك» على وزن «حُكْم» وتعني «الحكومة والملكية» ، واضيفت لها التاء والواو للمبالغة.
وكلمة «قضب» على وزن (جَذْب) ـ وكما جاء في لسان العرب ـ في الأصل تعني «قطع» بحيث قال بعض المفسرين : إنّها تعني الخضروات التي تُحصد في فصول مختلفة (٢).
وكلمة «جُرُ» تعني الأرض الفاقدة للنباتات ، أو الأرض التي لا ينبت فيها نبات ، و «جَرَزَ» على وزن (مَرَض) وتعني القَطع ونقل صاحب «لسان العرب» عن بعض أئمّة اللغة أنّ الأرض الجرز تطلق على الأرض التي قلع نباتها أو انقطع عنها المطر.
__________________
(١). يمكن الرجوع إلى الآيات التالية : الاعراف ، ١٨٥ ؛ ويوسف ، ١٠٩ ؛ الروم ، ٩ ؛ غافر ، ٦ ؛ النحل ، ٧٩ ؛ الشعراء ، ٧ ؛ الاحقاف ، ٣٣ ؛ الملك ، ١٩ ؛ يس ، ٧٧ ؛ الأنعام ، ٦ ؛ النحل ، ٧٨ ؛ المؤمنون ، ٧٨ ؛ ق ، ٣٧ ؛ الاحقاف ، ٢٦ ؛ هود ، ٢٤ ؛ غافر ، ٢١ ؛ محمد ، ١٠.
(٢). تفسير الميزان ، ج ٢ ، ص ٣١٦ ؛ تفسير مجمع البحرين ، ج ١٠ ، ص ٤٤٠. نُقِلَ عن ابن عباس أنّ المراد من «القضب» في الآية هو «الرُطَب» الذي يقتطف من النخيل لكن بالنظر إلى الآية الاخرى التي أشارت إلى نفس الكلمة فإنّ هذا التفسير بعيد. وقال البعض : يحتمل أن يكون المراد منها هو فواكه الشجيرات مثل الخيار والرقي ، أو جذور بعض المزروعات مثل الجزر والبطاطس.