«فهو معدنُ الإيمان وبحبوحته وينابيع العلم وبحوره ، ورياض العدل وغدرانه ، وأثافي الإسلام وبنيانه» (١).
٣ ـ ويقول الإمام علي بن موسى الرضا عليهالسلام : سأل رجل الإمام الصادق عليهالسلام : «ما بالُ القرآن لا يزداد على النَّشر والدرس إلّاغضاضة»؟ فقال الإمام : «لأن الله تبارك وتعالى لم يجعله لزمان دون زمان ، ولا لناسٍ دون ناس ، فهو في كل زمان جديد ، وعند كلَّ قوم غضٌّ إلى يوم القيامة» (٢).
والأحاديث الواردة في هذا المجال كثيرة في مصادر السنة والشيعة ، وقد ذكرنا ثلاثة فقط ، أحدها للرسول الأكرم صلىاللهعليهوآله والآخر لأمير المؤمنين عليهالسلام وحديثاً للإمام الصادقعليهالسلام.
٧ ـ الوحي الخاص إلى غير الأنبياء (وحي الالهام)
كما ذكرنا في بداية البحث أنّ للوحي معانِي كثيرة ، منها «وحي النبوة والرسالة» ، وهناك قسم آخر من الوحي وهو «الالهام» الذي يُلقى في قلوب غير الأنبياء ، أو خطاب يُبلَّغ به غير الأنبياء.
ومثاله ما جاء عن ام موسى حيث يقول القرآن في هذا المجال : (وَأَوْحَيْنَا الَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَالْقِيهِ فِى الْيَمِّ وَلَا تَخَافِى وَلَا تَحْزَنى ...). (القصص / ٧)
وقريب من هذا ما جاء عن الحواريين ، حيث يقول الله تعالى : (وَاذْ أَوْحَيْتُ الَى الْحَوَارِيِّينَ انْ آمِنُوا بِى وَبِرَسُولِى قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِانَّنَا مُسْلِمُونَ). (المائدة / ١١١)
كما قال الله في يوسف قبل أن يبعثه نبيّاً ، عندما أراد اخوته أن يلقوه في اليم : (... وَأَوْحَيْنَا الَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِامْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَايَشْعُرُون). (يوسف / ١٥)
وهذا الوحي ليس هو نفس وحي النبوة ، بل وحي إلهامي ، بقرينة الآية ٢٢ من نفس
__________________
(١). نهج البلاغة ، الخطبة ١٩٨.
(٢). بحار الأنوار ، ج ٨٩ ، ص ١٥.