أذن صاغية ، فعرض صلىاللهعليهوآلهوسلم في خطابه إلى
توحيد الله والثناء عليه وإلى نصره لدينه وهزيمته للمشركين ثمّ قال :
«
يا معشر قريش ، إنّ الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهليّة وتعظيمها بالآباء. النّاس من
آدم ، وآدم من تراب » ، ثمّ تلا قوله
تعالى : ( يا
أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى وَجَعَلْناكُمْ
شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ ) .
«
يا معشر قريش ، ما ترون أنّي فاعل بكم؟ ».
فهتفوا جميعا بلسان واحد :
خيرا ، أخ كريم ، وابن أخ كريم ...
فأصدر رسول الرحمة العفو عنهم قائلا : « اذهبوا فأنتم
الطّلقاء ... » .
وتمثّلت الرحمة
والشرف والكرامة بجميع ما تحمل هذه الألفاظ من معنى في هذا العفو ، فلم يقابل
أولئك الجفاة الجناة بالمثل وأعرض عمّا لاقاه منهم من صنوف الإساءة والأذى ، ولم
يؤاخذهم بجرائمهم وآثامهم التي تقتضي أن يعدم رجالهم ويستصفي أموالهم ، ولا يترك
لهم أي أثر أو وجود على الأرض.
غزوة حنين :
وفزعت هوازن كأشدّ
ما يكون الفزع حينما وافتهم الأنباء بفتح النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم مكّة ، وخضوع القبائل القرشية لحكم الإسلام ، فانبرى مالك
بن عوف وهو زعيم هوازن فجمع قبيلته ، واستنجد ببعض القبائل العربية الاخرى وفي
طليعتها ثقيف ،
__________________