من أيدينا أخرجوا
عنّا ..
وكانت هذه الكلمات
الطائشة قد أشعلت فتيل الحرب على عثمان ، ونقلت إلى الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام ، فخفّ مسرعا إلى
عثمان وقال له :
«
أما رضيت من مروان ، ولا رضي منك إلاّ بتحرّفك عن دينك وعن عقلك ، مثل جمل
الظّعينة يقاد حيث يشاء ربّه ، والله! ما مروان بذي رأي في دينه ولا في نفسه ،
وأيم الله لأراه يوردك ولا يصدرك ، وما أنا عائذ بعد مقامي هذا لمعاتبتك ، أذهبت
شرفك ، وغلبت على أمرك .. ».
وتركه الإمام
وانصرف عنه ، والثوّار قد أحاطوا به ، والتفتت نائلة زوج عثمان إلى مروان وبني
أميّة فقالت لهم :
أنتم والله!
قاتلوه وميتّموا أطفاله ..
والتفتت إلى زوجها
تحذّره من مروان قائلة له :
إنّك متى أطعت
مروان قتلك ..
لقد كان مروان من
أهمّ الأسباب التي أدّت إلى قتل عثمان ، فقد أطاعه عثمان إطاعة عمياء ، وهو يدفع
به إلى مهالك من دون أن يحسّ عثمان بذلك.
يوم الدار :
واندلعت نيران
الثورة فقد نفد صبر الثوّار ، فلم يستقل عثمان من منصبه ، وقد أحاطوا بداره ، وقد
شهروا سيوفهم ، فخرج إليهم مروان مدافعا عنه ، فبرز إليه عروة بن شيم الليثي فضربه
على قفاه بالسيف فخر لوجهه صريعا ، وقام إليه عبيد بن رفاعة الزرقي ، فأراد أن
يقطع رأسه فعذلته فاطمة الثقيفة وقالت له :
إن كنت تريد قتله
، فقد قتلته ، فما تصنع بلحمه أن تبضعه ، فاستحى منها وتركه.