في ذلك ، وأقام في
الكوفة بعد أن استقال من منصبه .
إنّ بيت المال في
عرف عثمان ملك لبني أميّة الذين ناهضوا الإسلام ، وليس ملكا للمسلمين ، ونترك
الحكم في ذلك إلى القرّاء.
٦ ـ الحكم بن أبي
العاص : أمّا الحكم فهو رجس من أرجاس الجاهلية ، ومن ألدّ أعداء الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ونفاه إلى
الطائف بعد فتح مكّة ، وقال : لا يساكنني ، ولم يزل منفيا هو وأولاده ، وبعد وفاة
النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أقرّ الشيخان نفيه ، ولمّا انتهى الحكم إلى عثمان أصدر عنه العفو ، فقدم إلى
يثرب وهو بأقصى مكان من الذلّ والبؤس ، وكان يسوق تيسا وعليه ثياب رثة ، فلمّا رآه
عثمان تألّم وكساه جبة خز وطيلسان ، ووهبه من الأموال ما يلي :
ـ وصله بمائة ألف
درهم.
ـ ولاّه على صدقات
قضاعة ، فبلغت ثلاثمائة ألف درهم ، فوهبها له .
وأدّت هباته للحكم
التذمّر والنقمة عليه من جميع الأوساط الإسلامية.
٧ ـ مروان بن
الحكم : أمّا مروان بن الحكم فهو خيط باطل ـ كما اشتهر بذلك ـ وكان وغدا خبيثا ،
وكانت شئون الدولة العثمانية بيده ولا شأن لعثمان بها ، وقد وهبه من الأموال ما
يلي :
أ ـ أعطاه خمس
افريقية ، وقد بلغت خمسمائة ألف دينار ، وقد عيب على عثمان في ذلك وانتقصه
المسلمون ، وهجاه الشاعر عبد الرحمن بن حنبل بهذه الأبيات :
__________________