أيّها الناس ، إنّ
الناس قد اجتمعوا على أن يرجع أهل الأمصار إلى أمصارهم ، فأشيروا عليّ؟
وتقدّم الطيّب ابن
الطيّب عمّار بن ياسر فأشار عليه بما يرضي الله ورسوله ، ويضمن للامّة سلامتها
فقال له :
إن أردت أن لا
يختلف المسلمون فبايع عليّا ..
وانبرى المقداد
فأيّد مقالة عمّار قائلا :
صدق عمّار ، إن
بايعت عليّا سمعنا وأطعنا ...
واندفعت القوى
القرشية الحاقدة على الإسلام فشجبت مقالة عمّار والمقداد ودعت إلى ترشيح عثمان
عميد الاسرة الأموية المعادية للإسلام ، وقد رفع عبد الله بن أبي سرح صوته مخاطبا
بن عوف :
إن أردت أن لا
تختلف قريش فبايع عثمان ..
وأيّده عبد الله
بن أبي ربيعة قائلا :
إن بايعت عثمان
سمعنا وأطعنا ...
وردّ عليهم
الصحابي العظيم عمّار بن ياسر قائلا :
متى كنت تنصح
للمسلمين؟
وصدق عمّار ، متى
كان ابن أبي سرح ينصح المسلمين وهو الذي كفر بجميع قيم الإسلام وكان جاهليّا بجميع
مراحل حياته ، وهو من أشدّ الأعداء إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وقد أمر بقتله ، ولو كان متعلّقا بأستار الكعبة .
انّه لو كان هناك
أي منطق سائدا لأقصي هذا الدعي وسائر القبائل القرشية من التدخّل في شئون المسلمين
؛ لأنّها هي التي ناجزت النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وحرّضت عليه
__________________