حكمه ، وقد صمّم
وهو في الساعات الأخيرة من حياته على تقليد زميله عمر بن الخطّاب شئون الخلافة ؛
لأنّه هو الذي أقامه في منصبه.
ويقول المؤرّخون :
أنّه لاقى معارضة كثيرة في ترشيحه لعمر خليفة من بعده ، فقد انبرى إليه طلحة بعنف
قائلا :
ما ذا تقول لربّك
وقد ولّيت علينا فظّا غليظا ، تفرق منه النفوس ، وتنفر منه القلوب .. .
ووجم أبو بكر فلم
يجبه إلاّ أنّ طلحة كرّر عليه إنكاره قائلا :
يا خليفة رسول
الله ، إنّا كنّا لا نتحمّل شراسته وأنت حيّ تأخذ على يديه ، فكيف يكون حالنا معه
وأنت ميّت وهو الخليفة؟ .. .
ولم يعن أبو بكر
لإنكار طلحة ، ولم يقم له أي وزن ، كما أنّ أكثر المهاجرين اندفعوا إلى الانكار
عليه قائلين :
نراك استخلفت
علينا عمرا وقد عرفته وعلمت بوائقه فينا وأنت بين أظهرنا ، فكيف إذا ولّيت عنا ،
وأنت لاق الله عزّ وجلّ فسألك فما أنت قائل؟ ..
فأجابهم أبو بكر :
لئن سألني الله
لأقولنّ : استخلفت عليهم خيرهم في نفسي .
ويذهب الكثيرون
إلى أنّ الأجدر بأبي بكر أن يستجيب لعواطف وآراء الأكثرية من المسلمين ، فلا يولّي
عليهم أحدا إلاّ بعد رضاهم وإجراء عملية انتخابية أو يستشير أهل الحلّ والعقد إلاّ
أنّه استجاب لعواطفه المترعة بالولاء والحبّ لابن
__________________