وفنّدت بضعة
الرسول هذه الرواية في خطابها التأريخي الخالد ، فلم تر حاجة إلى تفنيدها مرّة أخرى
، والتفت إليه وقد شاركت معه عمر قائلة :
«
نشدتكما الله ألم تسمعا رسول الله يقول : رضا فاطمة من رضاي ، وسخط فاطمة من سخطي
، فمن أحبّ فاطمة ابنتي فقد أحبّني ، ومن أرضى فاطمة فقد أرضاني ، ومن أسخط فاطمة
فقد أسخطني؟ ... ».
فأجابا بالتصديق
قائلين : أجل سمعناه يقول ذلك ..
فرفعت وجهها
وكفّيها إلى السماء ، وراحت تقول بحزن وفؤاد مكلوم ..
«
فإنّي اشهد الله وملائكته أنّكما أسخطتماني وما أرضيتماني ، ولئن لقيت رسول الله
لأشكونّكما إليه .. ».
وانطلق أبو بكر
يبكي ، فقالت له :
«
والله! لأدعونّ عليك في كلّ صلاة اصلّيها » ، فما كان أشدّها كلمات أخفّ من وقعها ضربات السيف! ...
مادت الأرض تحتهما ، ودارت كالرحى حتى سارا من هول ما لقيا يترنّحان ، وغادرا
الدار وقد خبا أملهما في رضا زهراء الرسول ، وعلما مدى الغضب الذي أثارته عليهما
ومدى السخط الذي باءا به .
وحقّ لأبي بكر أن
يحزن ويبكي بعد ما فاته رضا زهراء الرسول التي يرضى الله لرضاها ويغضب لغضبها كما
حدّث بذلك أبوها .
__________________