وقال
الإمام عليهالسلام
في حديث له :
«
والله! إنّي لأخوه ـ أي أخو النبيّ ـ ، ووليّه ، وابن عمّه ، ووارث علمه ، فمن هو
أحقّ به منّي ...؟ ».
والتفت المتكلّمون
من الشيعة إلى هذه الجهة ، يقول الكميت في إحدى روائعه :
بحقّكم أمست
قريش تقودنا
|
|
وبالقذّ منها
والرديفين نركب
|
وقالوا ورثناها
أبانا وأمّنا
|
|
وما ورثتهم ذاك
أمّ ولا أب
|
يرون لهم فضلا
على الناس واجبا
|
|
سفاها وحقّ
الهاشميّين أوجب
|
وعلى أي حال فقد
أعرض القوم عن أهل البيت عامدين أو غير عامدين ، فواجهت الامّة منذ ذلك اليوم إلى
أن يرث الله الأرض وما عليها أعنف المشاكل وأقسى ألوان الخطوب.
٥ ـ إنّ أبا بكر
في خطابه رشّح لقيادة الامّة عمر وأبا عبيدة بن الجراح ، وكان ذلك منه التفاتة
بارعة ، فقد جرّد نفسه من الأطماع السياسية ، وغزا نفوس الأنصار ، وملك عواطفهم
ومشاعرهم ، وقد أجابه عمر بلباقة :
لا يكون هذا وأنت
حيّ ، ما كان أحد ليؤخّرك عن مقامك الذي أقامك فيه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ...
وعلّق بعض
المحقّقين على مقالة عمر بقوله : لا نعلم متى أقامه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، أو دلّل عليه ،
وقد كان مع بقيّة المهاجرين جنودا في سرية أسامة ، ولو كان قد رشّحه للخلافة
لأقامه معه في يثرب ، وما أخرجه إلى ساحات الجهاد.
__________________