السّلام. اللهمّ صلّ على ملائكتك المقرّبين ، وعلى أنبيائك ، ورسلك أجمعين ، وصلّ اللهمّ على الحفظة الكرام الكاتبين ، وعلى أهل طاعتك من أهل السّماوات السّبع وأهل الأرضين السّبع من المؤمنين أجمعين » (١).
وأنت ترى في هذا الدعاء جميع صنوف التكريم والتعظيم قد رفعها الإمام إلى سموّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ودعا له أن يبوّئه الله أسمى مكانة وأعلى درجة في حضيرة القدس.
٢ ـ وكان من مظاهر تعظيم الإمام للنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم هذا الدعاء ، قال عليهالسلام :
اللهمّ داحي المدحوّات ، وداعم المسموكات ، وجابل القلوب (٢) على فطرتها ، شقيّها وسعيدها ، اجعل شرائف صلواتك ، ونوامي بركاتك على محمّد عبدك ورسولك الخاتم لما سبق ، والفاتح لما انغلق ، والمعلن الحقّ بالحقّ ، والدّامغ خبيثات الأباطيل ، والدّامغ صولات الأضاليل ، كما حمّلته فاضطلع بأمرك ، مستوفرا في مرضاتك ، غير ناكل عن قدم ، ولا واه في عزم ، واعيا لوحيك ، حافظا لعهدك ، ماضيا على نفاذ أمرك ، حتّى أورى قبس القابس ، وأضاء الطّريق للخابط ، وهديت به القلوب بعد خوضات الفتن والآثام ، وأقام بموضحات الأعلام ، ونيّرات الأحكام ، فهو أمينك المأمون ، وخازن علمك المخزون ، وشهيدك يوم الدّين ، وبعيثك بالحقّ ، ورسولك إلى الخلق.
اللهمّ افسح له مفسحا في ظلّك ، واجزه مضاعفات الخير من فضلك.
__________________
(١) تهذيب الأحكام ٣ : ٨٣. بحار الأنوار ٢٠ : ٢٦٣.
(٢) جابل القلوب : أي خالقها.