صفائح ويوضع على باب الكعبة ... ».
وأكبرته قريش على هذا النبل والسموّ ، وبعثوا بالذهب إلى الصاغة فصاغوه صفائح ووضعوه على الكعبة (١). وأكبر الظنّ أنّ أوّل ما كسيت به الكعبة المشرّفة بالذهب على يد عبد المطّلب سيّد قريش.
وعمّت الأفراح والمسرّات جميع أهالي مكّة بماء زمزم الذي أخرجه لهم عبد المطّلب ، فقد وفّر لهم أعظم نعمة وأعزّ ما في الحياة وهو الماء.
من مكارم الهاشميّين وأريحيّتهم واندفاعهم نحو الخير سقايتهم للحجّاج وبذل الماء لهم بسخاء ، وكان عزيز الوجود ، وأوّل من بادر منهم إلى هذه الفضيلة هاشم فكان ـ فيما يقول الرواة ـ إذا وفد الحجّاج إلى بيت الله الحرام قام خطيبا في قريش رافعا عقيرته قائلا : « يا معشر قريش ، إنّكم جيران الله وأهل بيته ، وإنّكم يأتيكم في هذا الموسم زوّار الله وحجّاج بيته ، وهم ضيف الله وأحقّ بالكرامة ضيفه ، فاجمعوا له ما تصنعون لهم به طعاما أيامهم هذه التي لا بدّ لهم من الإقامة بها ... » (٢).
وهذه الدعوة دعوة نبل وشهامة وشرف ، ويقوم القرشيّون بدورهم بالتبرّع بجمع المال وشراء الماء والطعام.
وثمّة مكرمة اخرى للهاشميّين وهي إطعامهم الطعام وبذلهم بسخاء للغرباء
__________________
(١) السيرة النبوية ـ ابن هشام ١ : ١٣٦.
(٢) المصدر السابق : ١٤٣.