٢ ـ قال عليهالسلام :
« ابتعثه ـ أي النبيّ ـ بالنّور المضيء ، والبرهان الجليّ ، والمنهاج البادي والكتاب الهادي. أسرته خير أسرة ، وشجرته خير شجرة ؛ أغصانها معتدلة ، وثمارها متهدّلة. مولده بمكّة ، وهجرته بطيبة علا بها ذكره وامتدّ منها صوته. أرسله بحجّة كافية ، وموعظة شافية ، ودعوة متلافية. أظهر به الشّرائع المجهولة ، وقمع به البدع المدخولة ، وبيّن به الأحكام المفصولة (١). فمن يبتغ غير الإسلام دينا تتحقّق شقوته ، وتنفصم عروته ، وتعظم كبوته ، ويكن مآبه إلى الحزن الطّويل والعذاب الوبيل » (٢).
وحكت هذه الكلمات ما يحمله الإمام من صنوف التعظيم والاكبار للنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ومن المقطوع به أنّه ليس في اسرة النبيّ ولا في أصحابه من فهم حقيقته وأحاط به علما سوى الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام ... هذه بعض كلماته في حقّ الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وتظافرت الأخبار أنّ الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام كان يكتب الوحي المنزل على عبد الله ورسوله محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم (٣) ، فقد كتب الكثير من الوحي وسور القرآن الكريم ، كما أنّه أوّل من نقّط المصاحف (٤) ، ومن الجدير بالذكر أنّه تعلّم الكتابة
__________________
(١) المفصولة : أي المفصّلة.
(٢) نهج البلاغة ٢ : ٢٢٩.
(٣) الاستيعاب ( المطبوع على هامش الاصابة ) ١ : ٣٠.
(٤) مفتاح السعادة ١ : ٨٩.