القلّة والكثرة والتفويض إلى مشيّة الشخص ، لأنّ هذا كلّه مناف لجعله بمنزلة الأخ ، بل المراد أنّ أيّ مرتبة من الاحتياط شئتها فهي في محلّها ، وليس هنا مرتبة من الاحتياط لا يستحسن بالنسبة إلى الدين ، لأنّه بمنزلة الأخ الذي هو لك وليس بمنزلة سائر الامور لا يستحسن فيها بعض مراتب الاحتياط ، كالمال
______________________________________________________
القلّة والكثرة والتفويض الى مشية الشخص) ليكون بمعنى قوله : من شاء استقل ومن شاء استكثر ، بل المراد منه خصوص المستحب.
وإنّما يكون المراد منه : خصوص الاحتياط المستحب (لأن هذا كله) أي : إرادة جميع المراتب ، أو المقدار الواجب والتفويض إلى مشية الشخص قلة وكثرة (مناف لجعله) أي : لجعل الدين (بمنزلة الأخ) في قوله عليهالسلام : «أخوك دينك» فهو بمنزلة أن يقال : أخوك هذا العالم فاحترمه بما شئت ، حيث ان ظاهره : الاحترامات المستحبة ، لا الاحترامات الواجبة ، والّا لم يقل بما شئت فيكون صدر الحديث قرينة لذيله (بل المراد انّ أيّ مرتبة من) المراتب العالية المستحبة من (الاحتياط شئتها) فاعملها (فهي في محلها ، و) حسنة في نفسها.
ان قلت : إنّ بعض مراتب الاحتياط لا يكون مستحبا ولا حسنا فكيف أمر الإمام عليهالسلام بالاحتياط مطلقا؟.
قلت : (ليس هنا مرتبة من الاحتياط لا يستحسن بالنسبة إلى الدين) فكل مرتبة عالية من الاحتياط مستحسن في الدين ، حتى يحفظ حفظا دقيقا ، وذلك (لانه) أي : الدين (بمنزلة الاخ الذي هو لك) من امك وأبيك (وليس) الدين (بمنزلة سائر الامور) حتى (لا يستحسن فيها بعض مراتب الاحتياط).
إذن : فليس الدين (كالمال) حيث لا يستحسن الدقة الشديدة في حفظه ،