هذا ، والذي يقتضيه دقيق النظر أنّ الأمر المذكور بالاحتياط لخصوص الطلب الغير الالزاميّ ، لأنّ المقصود منه بيان أعلى مراتب الاحتياط لا جميع مراتبها ولا المقدار الواجب.
والمراد من قوله : «بما شئت» ، ليس التعميم من حيث
______________________________________________________
وحيث تقدّم بعض الكلام في الأوامر الارشادية ، وانه لما ذا يكون قوله تعالى : (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ) (١) أمرا إرشاديا لا مولويا ، فلا داعي إلى تكراره هنا.
(هذا) هو الذي قد يستظهر من الرواية وإن المراد من الأمر بالاحتياط : الارشاد ليعم الاحتياط الواجب والمستحب (و) لكن (الذي يقتضيه دقيق النظر : ان الأمر المذكور بالاحتياط) في قوله عليهالسلام : «احتط لدينك» (٢) ، هو (لخصوص الطلب غير الالزامي) فهو اما استحبابي ، واما ارشادي إلى المستحب (لأنّ المقصود منه : بيان أعلى مراتب الاحتياط) وأعلى المراتب مستحب كما لا يخفى.
(لا) ان المقصود منه بيان (جميع مراتبها) أي : مراتب الاحتياط ، فان جميع مراتب الاحتياط مشتمل على الواجب والمستحب (ولا المقدار الواجب) الذي هو في أمثال الشك في المكلّف به ، وفي الأموال ، والاعراض ، والدماء ، وما اشبه ذلك ، فان محتملات هذه الرواية ثلاثة : أعلى المراتب وهو المستحب فقط ، وجميع المراتب المشتمل على الواجب والمستحب ، والمقدار الواجب فقط.
(والمراد من قوله : «بما شئت») في أخير الرواية (: ليس التعميم من حيث
__________________
(١) ـ سورة النساء : الآية ٥٩.
(٢) ـ الأمالي للطوسي : ص ١١٠ ح ١٦٨ ، الأمالي للمفيد : ص ٢٨٣ المجلس الثالث والثلاثون ، وسائل الشيعة : ج ٢٧ ص ١٦٧ ب ١٢ ح ٣٣٥٠٩.