من قوله : «دع ما يريبك إلى ما لا يريبك ، فانّك لم تجد فقد شيء تركته لله عزوجل».
ومنها : ما أرسله الشهيد رحمهالله ، أيضا من قوله عليهالسلام : «لك أن تنظر الجزم وتأخذ بالحائطة لدينك».
______________________________________________________
(من قوله) صلىاللهعليهوآلهوسلم : (دع ما يريبك) أي : اترك ما تشك في جوازه وعدم جوازه (الى ما لا يريبك) يعني : اعمل بما لا شك فيه ، فاذا كان ـ مثلا ـ شرب التتن مشكوك الحرمة ، وعدم شربه معلوم الجواز ، فدع شرب التتن المشكوك إلى عدم الشرب المعلوم الجواز.
هذا ، فيما إذا كان الشك وعدم الشك في طرف شيء واحد ، وكذا اذا كان في طرف شيئين ، كما اذا كان الوطي ـ مثلا ـ في أثناء العشرة مشكوكا فيه لاحتمال كونها في الحيض ، وبعد العشرة معلوم الجواز لانتفاء ذلك الاحتمال ، فليترك الزوج الوطي في أثناء العشرة الى ما بعد العشرة.
ثمّ قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : (فانّك لم تجد فقد شيء تركته لله عزوجل) (١) اذ الشيء الذي يتركه الانسان خوفا من الله عزوجل يجده في الدنيا قبل الآخرة ، فانّ الله سبحانه وتعالى يعطيه ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة.
(ومنها : ما أرسله الشهيد) الأوّل (رحمهالله أيضا من قوله عليهالسلام : لك أن تنظر بالجزم) أي : تعمل بما تقطع بجوازه (وتأخذ بالحائطة لدينك) (٢) فيما لا جزم لك فيه.
__________________
(١) ـ غوالي اللئالي : ج ١ ص ٣٩٤ ح ٤٠ ، الذكرى : ص ١٣٨ ، كنز الفوائد : ج ١ ص ٣٥١ ، وسائل الشيعة : ج ٢٧ ص ١٦٧ ب ١٢ ح ٣٣٥٠٦ وص ١٧٠ ب ١٢ ح ٣٣٥١٧ ، الغارات : ص ١٣٥ ، بحار الانوار : ج ٢ ص ٢٦٠.
(٢) ـ غوالي اللئالي : ج ١ ص ٣٩٥.