عن أبي عبد الله عليهالسلام يقول فيه : «سل العلماء ما جهلت وإيّاك أن تسألهم تعنّتا وتجربة ، وإيّاك أن تعمل برأيك شيئا ، وخذ الاحتياط في جميع امورك ما تجد إليه سبيلا ، واهرب من الفتيا هربك من الأسد ، ولا تجعل رقبتك عتبة للنّاس».
ومنها : ما أرسله الشهيد رحمهالله ، وحكى عن الفريقين
______________________________________________________
عن أبي عبد الله عليهالسلام يقول فيه : فاسأل العلماء ما جهلت ، وإيّاك أن تسألهم تعنّتا) بأن تسألهم لا للتعلّم ، بل لجهة التلبيس عليهم وطلب زلتهم ، كما يفعله الجاهلون بموازين الأخلاق.
(و) اياك أن تسألهم (تجربة) بان تسألهم لتستظهر أنّه عالم أو ليس بعالم ، فانّما التجربة صالحة بالنسبة الى العلماء الذين يشك في علمهم وعدم علمهم ، وليست بصالحة بالنسبة الى العلماء المعروفين بالعلم.
(وإيّاك أن تعمل برأيك شيئا) رأيا قياسيا كان ، أو رأيا استحسانيا ، أو رأيا مستندا الى المصالح المرسلة ، أو ما أشبه ذلك ، ممّا لم يكن من الكتاب والسنّة والاجماع والعقل (وخذ الاحتياط في جميع امورك ما تجد إليه سبيلا) أي : ما دام تجد إلى الاحتياط طريقا (واهرب من الفتيا) أي : الفتيا غير المستندة الى الأدلّة الأربعة (هربك من الأسد) فانّ الأسد يفسد دنيا الانسان والفتيا الفاسدة تفسد دنيا الانسان وآخرته (ولا تجعل رقبتك عتبة للنّاس) (١) يعبرون عليها إلى الجنّة وانت تكون من أهل النار بسبب فتياك بغير الحق.
(ومنها : ما أرسله الشهيد) الأوّل (وحكى عن الفريقين) السنّة والشيعة
__________________
(١) ـ مشكاة الأنوار : ص ٣٢٨ ، وسائل الشيعة : ج ٢٧ ص ١٧٢ ب ١٢ ح ٣٣٥٢٤.