المبحث الأول
أهداف سورة «النور»
سورة النور سورة
مدنية ، وآياتها ٦٤ آية ، نزلت بعد سورة الحشر ، وسمّيت بهذا الاسم لكثرة ذكر
النور فيها :
(اللهُ نُورُ
السَّماواتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ) [الآية ٣٥].
(نُورٌ عَلى نُورٍ
يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ) [الآية ٣٥].
(وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ
اللهُ لَهُ نُوراً فَما لَهُ مِنْ نُورٍ) [الآية ٤٠].
روح السورة
هذه سورة الآداب
والأخلاق والتربية الإسلامية الهادفة ، إنها الأخلاق والقيم المنبعثة عن إيمان
المؤمن بالله ، فإذا دخل نور الإيمان في القلب ، اتّسع له الصدر ، وانشرح له
الفؤاد :
وإذا حلّت
الهداية قلبا
|
|
نشطت في العبادة
الأعضاء
|
وقد ذكر النور في هذه السورة بلفظه ، كما ذكر
بآثاره ومظاهره في القلوب والأرواح ، ممثّلة هذه الآثار في بيان الفرائض والأحكام
، التي يقوم عليها بناء السورة ، وهي أحكام وآداب نفسية وعائلية وجماعية ، تؤدي
إلى طهارة الفرد وسلامة المجتمع. تبدأ سورة النور بإعلان قويّ حاسم عن تقرير هذه
السورة وفرضها ، بكل ما فيها من حدود وتكاليف ، من آداب وأخلاق :
__________________