لأنّ أنس الذهن بها يوجب عدم حصول الوثوق بما يصل إليه من الأحكام التوقيفيّة ، فقد يصير منشأ لطرح الأمارات النقليّة الظنيّة ،
______________________________________________________
شهادة عمرو ، «انتقالا» من المعلول وهو صحة البدن ، الى العلة وهو التقوى ، وهذا الانتقال يترتب عليه قبول الشهادة.
وهناك شيء ثالث غير «اللّم» و «الإن» وهو الانتقال من الملازم الى الملازم سواء في الايجاب ، مثل : الانتقال من الحرارة الى الضوء ، وكلاهما متلازمان للنهار ، حيث الشمس طالعة ، او في السلب ، مثل : انه اذا كان النهار فليس بليل ، واذا كان ليل فليس بنهار ، لانهما ضدان لا ثالث لهما ـ.
هذا في التكوينيات ، ونأتي بمثل ذلك في التشريعيات ، فنقول مثلا : ورد في الحديث : «الحياء والايمان مقترنان» (١).
فاذا رأينا في انسان حياء ، نقول : انه مؤمن ، ونرتب عليه احكام الايمان ، فاذا مات دفناه في مقبرة المسلمين ، والحال انا لا نعلم بانه مسلم او كافر ، لانه كان ـ مثلا ـ يعيش في برّية ليست من ارض الاسلام ، الى غير ذلك من الامثلة الكثيرة التي توجب الاطالة فيها الخروج عن مقصد الشرح ، والله المستعان.
وانّما لا يجوز الخوض (لان انس الذهن بها) اي بالمطالب العقلية (يوجب عدم حصول الوثوق بما يصل اليه) من طريق المعصومين عليهمالسلام (من الاحكام التوقيفية) التعبدية ، سواء في العبادات ، او المعاملات او سائر الاحكام الشرعية.
(فقد يصير) انس الذهن المنتهى الى عدم الوثوق (منشأ لطرح الامارات النقلية) و (الظنية) التي اعتبرها الشارع ، كخبر الواحد ، وحجية الظهور ، ولزوم قبول قول الشاهد ، او غير ذلك ، مع ان الشرع متوقف على أخبار الآحاد ، وحجية
__________________
(١) ـ الكافي (أصول) : ج ٢ ص ١٠٦ ح ٤ ، مجموعة ورام : ج ٢ ص ١٨٨ ، مشكاة الانوار : ص ٢٣٣.