الحكم والانتقال منه إليه على طريق اللّم ،
______________________________________________________
الحكم) وعلته (والانتقال منه) اي من المناط (اليه) اي الى الحكم ـ كما تقدّم مثاله ـ.
وذلك (على طريق اللم) وهو مشتق من «لم» اي لما ذا ومعناه الانتقال من العلة الى المعلول ، كما انه لا يجوز العكس ايضا ، اي ان ننتقل من المعلول الى العلة فيرتب الاثر عليها.
مثلا : النار علة الاحراق ، والاحراق علة الرماد ، فالانسان اذا رأى النار ، انتقل الى وجود الاحراق ـ بدليل «اللّم» واذا رأى الرماد ، انتقل الى وجود النار بدليل «الإنّ» وكلاهما لا يصح في الشريعة ، لأنا لا نعلم العلل الحقيقية ، كما لا نعلم المعلولات الحقيقية لكل حكم شرعي.
مثل : «التقوى» علة للصيام ، كما قال سبحانه : (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)(١).
و «الصيام» علة لصحة البدن ، كما ورد في الحديث : «صوموا تصحّوا» (٢).
فلا يحق لنا ان نقول : «ان زيدا المتقي يصوم» انتقالا من «التقوى» العلة ، الى «الصوم» المعلول ، فهو اذا صحيح البدن ، ومن جهة قد نذر ابو زيد أن يتصدق اذا كان ابنه زيد صحيح البدن ، فننتقل من العلة الى المعلول : «صحة بدن زيد» فيترتب عليه حكم التصدق ووجوب الوفاء بالنذر.
وهكذا في عكسه : اي الانتقال من المعلول الى العلة نقول : ان عمرا صحيح البدن ـ كما نشاهده ـ فهو اذا يصوم ، فهو اذا متقي ، والمتقي تقبل شهادته ، فتقبل
__________________
(١) ـ سورة البقرة : الآية ١٨٣.
(٢) ـ دعائم الاسلام : ج ١ ص ٣٤٢ ، غوالي اللئالي : ج ١ ص ٢٦٨ ، دعوات الراوندي : ص ٧٦.