بخلافه او على تعجّبه ممّا حكم به الامام عليهالسلام ، من جهة مخالفته لمقتضى القياس ، إلّا أنّ مرجع الكلّ إلى التوبيخ على مراجعة العقل في استنباط الأحكام ، فهو توبيخ على المقدّمات المفضية إلى مخالفة الواقع.
وقد أشرنا ، هنا وفي أوّل المسألة ، إلى عدم جواز الخوض في المطالب العقليّة لاستكشاف الأحكام الدينيّة والاستعانة بها في تحصيل مناط
______________________________________________________
(بخلافه) اي بخلاف مضمون الرواية وهو تعليل بوجوب المانع.
(او) في توبيخه (على تعجبه ممّا حكم به الامام عليهالسلام) حيث قال أبان :
«سبحان الله» وكان تعجبه (من جهة مخالفته) اي مخالفة حكم الامام عليهالسلام (لمقتضى القياس).
والحاصل : ان توبيخ الامام عليهالسلام يرجع إما لردّ ابان الرواية ، او لتعجبه من الحكم.
(إلّا ان مرجع الكل) اي الامرين : من الردّ ، والتعجب (الى التوبيخ على مراجعة العقل في استنباط الاحكام) من العلل المناسبة في الذهن ، لا من العلل الواقعية ، اذ العلل الواقعية ليست في متناول الانسان (فهو) اي توبيخ الامام عليهالسلام لأبان (توبيخ على المقدمات) العقلية القياسية (المفضية) والمؤدية (الى مخالفة الواقع) فتكون هذه الرواية شاهدا لما ذكرناه بقولنا : نعم الانصاف الخ.
(وقد اشرنا هنا) عند قولنا : «نعم ، الانصاف» (وفي أوّل المسألة) عند قولنا : «ان ارادوا عدم جواز الخوض .. فلا وجه» (الى عدم جواز الخوض في المطالب العقلية) المبنية على المقدمات الحدسية غالبا (لاستكشاف الأحكام الدينية) منها (و) عدم جواز (الاستعانة بها) اي بتلك المطالب العقلية (في تحصيل مناط