مع العقل القطعيّ ، ولذلك لا فائدة مهمّة في هذه المسألة ، إذ بعد ما قطع العقل بحكم وقطع بعدم رضاء الله جلّ ذكره بمخالفته ، فلا يعقل ترك العمل بذلك ما دام هذا القطع باقيا ،
______________________________________________________
لان هذه الاخبار الآمرة بالرجوع اليهم فقط ، انّما تفيد الظن الخاص ـ مقابل الظن الانسدادي ـ (مع العقل القطعي) اذ العقل اذا قطع بان حكم الواقعة كذا ، وان الله يريد هذا الحكم ، لا يتمكن الظن الناشئ من الخبر أن يقوم في قباله.
لا يقال : كيف يقطع الانسان بشيء ويظن بخلافه؟.
لانه يقال : المراد هو الظن النوعي لا الظن الشخصي ـ كما قرر في محله ـ.
(ولذلك) الذي ذكرناه : من انه من تعارض القطع والنقل (لا فائدة مهمة في هذه المسألة) وهي : دلالة الاخبار في الانحصار على السماع منهم ، وانّما قال : لا فائدة مهمة ، لانه قد يترتب عليها فائدة فيما لو لم يكن العقل قطعيا ، كما لو لم يقطع العقل بوجوب الصلاة في الدار المغصوبة ـ في المسألة السابقة ـ فانه يكون حينئذ من تعارض الظن العقلي مع الظن النقلي ، فليس كل مكان ظن من النقل ، وقطع من العقل.
وانّما لا فائدة مهمة (اذ بعد ما قطع العقل بحكم) سواء بالكشف من العقل المستقل ، او بسبب مقدمة عقلية ـ كما سبق مثالهما ـ (وقطع) العقل ايضا (بعدم رضاء الله جل ذكره بمخالفته).
بمعنى : انه قطع بعدم الاحتياج الى السماع (فلا يعقل ترك العمل بذلك) الحكم (ما دام هذا القطع باقيا).
ومعنى : «لا يعقل» : ان العقل يقول له : اذا خالفت فانت تستوجب العقاب ، فهو كمن قال له المولى : اسمع كلام خادمي فلان ، وجاء العبد الى الدار فرأى ولد