فكلّ ما دلّ على خلاف ذلك فمؤوّل او مطروح.
نعم ، الانصاف أنّ الركون إلى العقل فيما يتعلّق بادراك
______________________________________________________
المولى قد سقط في البئر ، وعلم انه ان لم ينقذه هلك ، واذا هلك قطع بان المولى سيعاقبه عقوبة شديدة ، ولم يكن الخادم موجودا حتى يستفسر منه وجوب انقاذ الولد ، او عدم وجوبه لكنه مع قطعه ذلك لم ينقذ الولد حتى هلك ، أليس العقلاء يرون استحقاقه للعقاب لمكان قطعه وان لم يأمره الخادم؟.
وعليه : (فكل ما دل على خلاف ذلك) كالاخبار الدالة على الانحصار في السماع (فمؤوّل) بأن المراد منها : في قبال العامة لا في قبال العقل (او مطروح) اذا فرض انا لم نتمكن من تأويلها.
(نعم) هذا الكلام منا ليس معناه ، الاعتماد في الفقه على العقليات ، والمناطات الفكرية ، حتى يستلزم انحراف الفقه عن منهج الفقهاء كما يزعمه بعض من يدعو الى تجديد الفقه منذ قرن من الزمان ، بل مرادنا : ان نسير بسيرة الفقهاء ، الذين كانوا على طريقة الائمة المعصومين عليهمالسلام في ما امروا به من : ان «عليهم الاصول وعلينا الفروع» (١).
أما اذا دلّ العقل القطعي المستقل ، او المقدّمي ، على شيء ، نقول به ـ وهذا نادر كما لا يخفى ـ.
فان (الانصاف ان الركون الى العقل) بمقدماته الفلسفية المشهورة ، من ذكر التناقض والتضاد ، والدور ، والخلف ، والاقيسة المستظهرة (فيما يتعلق بادراك
__________________
(١) ـ فقد ورد عن الامام الصادق عليهالسلام (علينا ان نلقي اليكم الاصول وعليكم ان تفرّعوا) ، وسائل الشيعة : ج ٢٧ ص ٦١ ب ٦ ح ٣٣٢٠١ ، كما ورد عن الامام الرضا عليهالسلام (علينا القاء الاصول وعليكم التفريع) ، وسائل الشيعة : ج ٢٧ ص ٦٢ ب ٦ ح ٣٣٢٠٢.