«معاشر الناس! ما من شيء يقرّبكم إلى الجنّة ويباعدكم عن النّار إلّا أمرتكم به ، وما من شيء يقرّبكم إلى النّار ويباعدكم عن الجنّة إلّا وقد نهيتكم عنه»
______________________________________________________
مرّة فقال فيها : (معاشر النّاس) بالنصب لحذف حرف النداء ، وهو جمع معشر بمعنى ، الجماعة ، لانهم كانوا جماعات من مختلف البلدان والاماكن والقبائل ، ويسمون بالمعشر لعشرة بعضهم مع بعض (: ما من شيء) واجب او مستحب (يقرّبكم إلى الجنّة ويباعدكم عن النّار إلّا أمرتكم به) امر وجوب ، او استحباب امرا بالقول ، او بالفعل ، او بالتقرير (وما من شيء) محرم او مكروه (يقرّبكم إلى النّار ويباعدكم عن الجنّة إلّا وقد نهيتكم عنه) (١).
ومن المعلوم ان المكروه يبعد الانسان عن الجنة ، كما ان المباح لا يبعد ولا يقرب.
والحاصل : ان المراد ذكر كل الاحكام المحتاج اليها الناس في حياتهم.
لا يقال : كيف والاحكام كثيرة ، ولم يكن للرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم وقت لذكرها جميعا؟.
فانه يقال : الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ذكرها جميعا ولو بنحو الكلّيات ، وكذا بما أودعه عليا عليهالسلام «من الف باب يفتح له من كل باب الف الف باب» (٢) ، مما تكون
__________________
(١) ـ مستدرك الوسائل : ج ١٣ ص ٢٧ ب ١٠ ح ١٤٦٤٣ ونظيره ورد في الكافي (اصول) : ج ٢ ص ٧٤ ح ٢ ، وسائل الشيعة : ج ١٧ ص ٤٥ ب ١٢ ح ٢١٩٣٩ ، بحار الانوار : ج ٧٠ ص ٩٦ ب ٤٧ ح ٤.
(٢) ـ اشارة الى قول الامام أمير المؤمنين عليهالسلام : (علمني رسول الله الف باب من العلم يفتح لي من كل باب الف باب) ، انظر الخصال للصدوق : ج ٢ ص ٦٤٧ ، بصائر الدرجات : ص ٢٧٦ ، الغدير للاميني : ج ٣ ص ١٢٠ ، تاريخ دمشق لابن عساكر : ج ٢ ص ٤٨٤ ح ١٠٠٣ ، كنز العمال : ج ٦ ص ٣٩٢ ، تاريخ ابن كثير : ج ٧ ص ٣٦٠.