لأجل تديّنهم بذلك الدين الفاسد ، كما هو الغالب في تصدّق المخالف على المخالف ، كما في تصدّقنا على فقراء الشيعة ، لأجل محبّتهم لأمير المؤمنين عليهالسلام ، وبغضهم لأعدائه ، او على أنّ المراد حبط ثواب التصدّق ، من أجل عدم المعرفة لوليّ الله تعالى
______________________________________________________
أما التصدق عليهم (لاجل تدينهم بذلك الدين الفاسد) حتى يرجع التصدق الى غير الله سبحانه ، مثل : التصدق للاصنام ، فذلك هو مورد الرواية (كما هو الغالب في تصدق المخالف على المخالف).
ومن المعلوم : ان العقل الفطري لا يحكم بحسن ذلك (كما في تصدقنا على فقراء الشيعة) فانه (لاجل محبتهم لامير المؤمنين عليهالسلام ، وبغضهم لاعدائه).
وعلى هذا : فلا ثواب للتصدق وذلك من جهة عدم المقتضى للثواب.
(أو) حمل الخبر على وجود المانع ، فان الثواب قد لا يحترق لاجل انه لا نار ، وقد لا يحترق لاجل انه رطب ، والنار الموجودة لا تؤثر فيه ، فالخبر محمول (على ان المراد : حبط ثواب التصدق) فانه وان كان له في نفسه اجر ، إلّا ان الاجر يذهب هدرا (من اجل عدم المعرفة لولي الله تعالى) فهو من قبيل : «حبّ عليّ عليهالسلام حسنة لا تضرّ معها سيّئة ، وبغض عليّ عليهالسلام سيّئة لا تنفع معها حسنة (١).
فان حبّ علي عليهالسلام كالبحر ، اذا صب فيه شيء من القذارة لا يقذر كاملا ، وان قذر موضعا منه في الجملة ، وبغض علي عليهالسلام كالكنيف اذا صب فيه قارورة من ماء الورد ، لا ينفع في تبديل رائحته الكريهة الى الرائحة الطيبة ، لان الغلبة في كلا الجانبين للاغلب الاعم ، لا للطارئ الاقل.
__________________
(١) ـ غوالي اللئالي : ج ٤ ص ٨٦ ، نهج الحق : ص ٢٥٩.