كون العمل به بدلالة وليّ الله ، فلو ابقي على ظاهره تدلّ على عدم الاعتبار بالعقل الفطريّ الخالي عن شوائب الأوهام ، مع اعترافه بأنّه حجّة من حجج الملك العلّام ، فلا بدّ من حمله على التصدّقات الغير المقبولة ، مثل التصدّق على المخالفين ،
______________________________________________________
(كون العمل به) اي بالتصدق (بدلالة ولي الله) وامره وارشاده لا يمكن الالتزام بظاهره (فلو ابقي على ظاهره تدل على عدم الاعتبار بالعقل الفطري الخالي عن شوائب الاوهام) لما عرفت من حكومة العقل الفطري بحسن التصدق مطلقا.
(مع اعترافه) اي الاخباري (بانه حجة من حجج الملك العلام) بل في الروايات الخاصة ايضا ما يدل عليه ، ففي الحديث : «لكلّ كبد حرّى أجر» (١).
وفي الحديث ما مضمونه : «تخفيف العذاب عن حاتم الطائي على احسانه مع انه كان كافرا ولم يكن احسانه بدلالة ولي الله».
وورد أيضا : «صحة صدقات الكفار ببناء الكنائس ، وان وقفهم عليها صحيح ، وكذلك مساجد العامة» (٢) ومن المعلوم : ان الوقف من قسم الصدقات ، الى غير ذلك ، (فلا بد من حمله على) خلاف الظاهر من (التصدقات غير المقبولة ، مثل : التصدق على المخالفين) من حيث انهم مخالفون ، وإلّا فالتصدق عليهم لانسانيتهم مقبولة قطعا ، ولقد كان الامام الصادق عليهالسلام يتصدق عليهم في ظلام الليل قائلا : لو كانوا منا لواسيناهم حتى بالدقة ، واعطى الامام الحسين عليهالسلام الماء لاهل الكوفة الذين جاءوا لقتاله (٣) الى غير ذلك.
__________________
(١) ـ جامع الاخبار : ص ١٣٩ ، بحار الانوار : ج ٧٤ ص ٣٧٠ ب ٢٣ ح ٦٣ ، وكذا ورد في مجمع البحرين مادة كبد «أفضل الصدقة إبراد كبد حرّاء».
(٢) ـ للتفصيل راجع موسوعة الفقه : ج ٦٠ كتاب الوقوف والصدقات للشارح.
(٣) ـ راجع مقتل الحسين للمقرم : ص ١٨٢ ، تاريخ الطبري : ج ٦ ص ٢٢٦.