في كتاب المحاضرات
:
الاولى : في
كيفيّة ارتباط العنوان مع الذات ، بأنّ ارتباطه معها بأيّ نحو كان حتّى يدخل في
محلّ النزاع؟
الثانية : في جهة
المعنى الاشتقاقي للعناوين ، فإنّه إذا تحقّق الضرب ـ مثلا ـ من «زيد» ، فإن
لاحظنا هذا الارتباط بصورة «زيد ضرب» فهو خارج عن محلّ النزاع ، وإن لاحظناه بصورة
«زيد ضارب» فهو داخل في محلّ النزاع.
الحيثيّة الاولى :
لا إشكال ولا خلاف في أنّ العناوين المنتزعة عن الذات بلا واسطة أمر خارج عنها ـ كالإنسانيّة
والحيوانيّة والناطقيّة للإنسان ـ خارجة عن محلّ النزاع في باب المشتقّ ، فلا يقال
للتراب : إنّه إنسان حقيقة ولا مجازا باعتبار أنّه كان إنسانا في ما مضى.
إنّما الكلام في
دليله ، فالمحقّق النائيني قدسسره وصاحب المحاضرات ذكرا دليلا له ؛ بأنّ شيئيّة الشيء بصورته لا بمادّته ،
فإذا فرضنا تبدّل الإنسان بالتراب فما هو ملاك الإنسانيّة ـ وهي الصورة النوعيّة ـ
قد انعدم وزال ووجدت حقيقة اخرى وصورة نوعيّة ثانية ، ولا يصدق الإنسان على التراب
بوجه من الوجوه ، ولا معنى لأن يقال : إنّ إطلاق الإنسان على التراب حقيقة أو
مجاز.
وفيه : أوّلا :
أنّه قد مرّ آنفا أنّ المسألة لا تكون عقليّة حتّى يحتاج إلى دليل عقلي ، بل هي
مسألة لغويّة ومنوطة بوضع الواضع.
وثانيا : أنّ هذا
الدليل منقوض بأمثال الخلّ والخمر ، فإنّ الخلّ إذا صار
__________________