«غلام زيد» مفرد ، ولكن لكلّ من «غلام» و «زيد» معنى مستقلّ ؛ لتعدّد الوضع والموضوع له ، وهكذا لفظ المشتقّ.
ولا يخفى أنّ بعض الأعلام أيضا قائل بالتركيب ، واستدلّ أيضا بالتبادر ، ولكنّه نقض لكلامه السابق ، حيث إنّه ردّ كلام صاحب الكفاية قدسسره بأنّ المراد من البساطة والتركيب هاهنا البساطة والتركيب بحسب التحليل لا بحسب الإدراك والتصوّر.
بيان النقض : أنّ التركيب التحليلي لا يناسب التبادر ؛ لأنّ التبادر لا يكون إلّا في مقام الإدراك والتصوّر ، والتبادر مقدّم من حيث الرتبة على التحليل العقلي ، فما ينسبق إلى الذهن ويقع تصويره فيه ، فهو مربوط بعالم التصوّر والإدراك ، فالقول بالتركيب التحليلي لا يجامع التمسّك بالتبادر. هذا تمام الكلام في البساطة والتركيب في معنى المشتقّ.
الأمر الثاني : الفرق بين المشتق ومبدئه
وأمّا الفرق بين المشتقّ ومبدئه فإنّ كثيرا من الفلاسفة قالوا في هذا المقام : إنّ المشتقّ يكون «لا بشرط» والمبدأ يكون «بشرط لا» ، ثمّ اختلف العلماء في مرادهم عن هذه العبارة.
وفسّرها صاحب الفصول (١) بأنّ مرادهم أنّ المشتقّ والمبدأ حقيقة واحدة ، وكان لهما مفهوم واحد ، إلّا أنّه إذا لوحظ واعتبر «لا بشرط» فيكون مشتقّا ويصحّ حمله على الذات ، وإذا لوحظ واعتبر «بشرط لا» ، فيكون مبدءا ولا يصحّ حمله عليها ، كما سيأتي نظيره في بحث المطلق والمقيّد ، فإنّ مفهوم الرقبة
__________________
(١) الفصول الغروية : ٦٢.